بقلم - سليمان جودة
ليس بيننا مواطن صاحب قلب، إلا وتألم لضحايا الحادث الذى استهدف أشقاءً من الأقباط، كانوا عائدين من زيارة إلى دير الأنبا صموئيل فى المنيا، يوم الجمعة الماضى، فالضحايا سواء كانوا فى فريق الشهداء أو كانوا من المصابين، لا ذنب لهم فى شىء، ولا يعرفون الجناة الذين ارتكبوا الجريمة، ولا الجناة المجرمون يعرفون أحداً من بين ضحايا جريمتهم بالتأكيد!
الشهداء كانوا سبعة، والمصابون كانوا عشرين، وجميعهم كانوا قد أنهوا زيارة الدير بالكاد، وكانوا بالتالى فى طريق العودة من صلاة أدوا طقوسها فى الدير المعروف هناك فى المنطقة، ومع ذلك، فإن هذه الأجواء الروحانية التى أحاطت بهم لم تشفع لهم، ولا حتى للأطفال بينهم، لدى إرهابيين أقدموا على إزهاق أرواح سوف يسألهم الله عنها يوم القيامة!
وليست هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها استهداف الأقباط، ليس من أجل استهدافهم كأقباط فى حد ذاتهم، ولكن لهدف آخر يكون وراءهم فى الكثير من المرات!
وقد كان الهدف فى هذه المرة الأخيرة، هو منتدى شباب العالم، الذى افتتحه الرئيس بعد ارتكاب الحادث الموجع بساعات !.. فالجريمة وقعت نهار الجمعة، وافتتاح المؤتمر كان صباح السبت، والتوقيت فى استهداف ضحايا الواقعة واضح، والغرض من اختياره دون سواه لتنفيذ العملية أوضح!
الهدف مما جرى هو الشوشرة على منتدى يتوافد إليه الشباب من شتى الدول.. والغرض هو التشويش على منتدى ينعقد للمرة الثانية فى مكانه، وفى موعده، وبنجاح يجب حسابه للقائمين على شأنه دون شك، وللدولة المصرية فى مجملها دون شك أيضاً!
ولابد أن أكثر شىء حزّ فى نفس كل مجرم شارك فى الحادث أن الجريمة، رغم حجم البشاعة فيها، لم تنجح فى الشوشرة التى أرادوها، ولم تفلح فى التشويش الذى رغبوا فيه، فلم نسمع عن ضيف كان قادماً إلى المنتدى فاعتذر، ولم نقرأ عن أحد فى العالم يتكلم عن منتدى شرم، إلا باعتباره رسالة سلام تمتد بها كل يد مصرية إلى كل إنسان فى أنحاء الأرض!
ولا شىء يحز فى نفس المجرم، سواء كان مجرماً جنائياً، أو كان إرهابياً من النوع الذى يتستر بالدين، إلا أن يخيب هدفه، وإلا أن تطيش رصاصاته، وإلا أن تنحرف عن هدفها فلا تصيبه، حتى ولو أخذت أبرياء فى طريقها لا ذنب لهم فى الموضوع!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع