بقلم - سليمان جودة
لا أحب أن تكون صورة الوزير محمد معيط، لدى الناس، هى نفسها الصورة التى خرج بها الدكتور محمد الرزاز من الحكومة، أيام الدكتور عاطف صدقى، فلقد كانت الصورة أن الرزاز يتمنى لو استطاع فرض ضريبة على الهواء الذى يتنفسه كل مواطن!
وأنا أعرف أن الدكتور معيط شاطر فى مجاله، ولكن عليه أن ينتبه إلى أن شطارة وزير المالية.. أى وزير مالية.. لا يجوز أن تكون خصماً من رصيد صورته العامة، ولا أن تكون عن طريق مد يد الحكومة إلى كل جيب دون استثناء، ودون تمييز بين ما إذا كان صاحب الجيب من الذين تحسبهم أغنياء من التعفف، وبين أن يكون صاحبه من الذين يكنزون الذهب والفضة!
وأعرف أيضاً أن مهمة وزير المالية الأولى أن يجلب الدخل الوفير لخزانة الدولة، ولكن هناك فرقاً بالتأكيد بين أن يتوزع مثل هذا الدخل، عند تحصيله، بين الناس بالعدل، فيساهم كل مواطن فيه حسب دخله، وحسب حالته، وبين أن تُثقل الدولة كاهل الفقراء، وحدهم، ورقيقى الحال، بمفردهم، والذين يعيشون على الكفاف، دون غيرهم!
فارق كبير يا دكتور معيط.. وأنت أدرى منا فى هذا الموضوع بالذات!
لقد جاءتنى رسالة من الدكتور نادر نور الدين، يرفع فيها شكواه إلى الله، من ظلم كبير يراه واقعاً عليه، وعلى سواه من ملايين المواطنين، الذين يجدون أنفسهم هذه الأيام فى مواجهة الضريبة العقارية، بينما ظهورهم إلى الحائط.. يرفع الدكتور نادر شكواه إلى السماء، ومعه آخرون كثيرون بالضرورة، لأنه ليس من المعقول، على حد تعبيره، أن تكون مصلحة الضرائب هى الخَصم والحَكَم فى الضريبة، فتتولى هى نفسها تقييم قيمة المسكن، ثم تتولى تحصيل ضريبته!.. هذا ظلم واضح وفادح.. وإذا لم تكن الدولة قد انتبهت إليه، عند وضع القانون، فالأمانة تقضى على الدكتور معيط أن يتولى هو التنبيه، حتى لا يكون مشاركاً فى ظلم، وحتى يذكره الناس.. فيما بعد.. بأنه الرجل الذى راعى مقتضيات وظيفته، ولكنه لم يكن ينسى فى الوقت نفسه، أنه مواطن يشعر بنبض الشارع، ولا يجد حرجاً فى نقله إلى صاحب القرار!
يرفع الدكتور نادر شكواه إلى السماء، ومعه آخرون كثيرون بالضرورة، لأن المسكن الخاص هو ستر لصاحبه، ولأن السادات العظيم، يرحمه الله، كان يرى حقاً لكل مواطن فى مسكن، فلا ينازعه أحد فيه، ولأن مبادئ الأمم المتحدة قد دعت إلى حق كل إنسان فى مسكن يخصه، فلا تنازعه حكومته فى ملكيته، ولأنه لا يجوز أن يأتى يوم يقال فيه إن الحكومة المصرية فرضت ضريبة على الستر فى البلد.. لا يجوز بنا ولا يليق!
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع