بقلم-سليمان جودة
يحتاج الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، إلى الإجابة عن السؤال التالى: هل يتسق أداؤه الحالى فى الوزارة مع ما تقول به رؤية ٢٠٣٠ فى مجال التعليم؟!.. وإذا كان أداؤه يتسق، فما هو دليل هذا الاتساق بين الرؤية النظرية وبين التطبيق العملى لها على الأرض؟!.
لقد كان الدكتور حسام بدراوى على رأس لجنة وضعت محور التعليم فى الرؤية التى جرى الإعلان عنها فى حضور رئيس الجمهورية، ولا يكاد الدكتور بدراوى يجد فرصة سانحة إلا ويذكر عناصر المحور الخمسة عنصراً وراء عنصر، ليس طبعاً من أجل إعادة تذكير الناس بما قام به من جهد، ولا بالطبع من أجل إحراج أحد، ولا حتى من أجل الضغط فى اتجاه الالتزام من جانب الحكومة بما قام به هو وأعضاء لجنته.. ولا شىء من هذا أبداً.. ولكنه يفعل ذلك، فيما أتصور، من أجل خلق نوع من الوعى بالرؤية وبمحاورها لدى الرأى العام!.
وهذا الوعى على وجه التحديد هو ما نحتاجه، بل هذا هو ما يطالب به الرئيس شخصياً فى كل مناسبة، لأن الرأى العام بقطاعاته المختلفة هو وحده صاحب المصلحة فى الوصول بالرؤية إلى غايتها المعلنة، كما أن الرأى العام نفسه هو وحده أيضاً الذى سيقع عليه الضرر عندما تتخلف الرؤية عن الذهاب إلى هدفها.. ولذلك، فلا بديل عن وعيه الكامل بها!.
والعناصر الخمسة هى: إتاحة التعليم عالى الجودة للمصريين دون تمييز.. خلق إطار مؤسسى عادل ومستدام وعلى كفاءة، لإدارة العملية التعليمية، والتطوير، والبحث.. التمكين الرقمى للطالب، والمدرس، والمدرسة.. بناء الشخصية المتكاملة للطالب بما يجعله قادراً على المشاركة بإيجابية فى بناء بلده.. وأخيراً: أن يكون الخريج قادراً على المنافسة فى سوق العمل هنا وفى الخارج!.
السؤال هو: هل يلتزم الوزير المسؤول بالعناصر الخمسة فيما يفعله هذه الأيام؟!.. وإذا كان يفعل هذا، فما هو دليله؟!.. إن الواصل إلى الناس فى عمومهم أن الوزير مشغول منذ جاء فى منصبه بالعنصر الثالث دون سواه من العناصر الأربعة، لأنه يخرج على المواطنين فى كل مرة.. إذا خرج.. ليقول إن أجهزة التابلت وصل منها كذا إلى المدارس، ولم يصل منها كيت!.
ولا مشكلة فى هذا بطبيعة الحال، فأنا مع الدكتور طارق فى ضرورة أن يصل جهاز تابلت إلى يد كل تلميذ، ولكن الرجل أدرى منى ومن كثيرين بأن التابلت له ما قبله، كما أن له ما بعده، وبأن العناصر الخمسة عناصر متكاملة، وأنه كوزير مسؤول إذا لم يكن قادراً.. بحكم الإمكانات المتاحة أمامه.. على أن يلتزم بها الخمسة، حسب ترتيبها، الذى هو ترتيب من حيث الأولوية والأهمية، فليس أقل من أن يلتزم بالسير عليها فى خطوط متوازية!.
نوّرنا يا دكتور طارق!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع