توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة المجهولة!

  مصر اليوم -

الدولة المجهولة

بقلم-سليمان جودة

مقدمات الخبر الذى أذيع فى تل أبيب الثلاثاء ٢٠ نوفمبر، كانت قد جاءت قبل إذاعته بثلاثة أسابيع، عندما استيقظ العرب يوم الجمعة ٢٦ أكتوبر على نبأ وجود بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، فى العاصمة العُمانية مسقط، حيث قضى ليلته هو وزوجته سارة!.

مما قيل يومها إن نتنياهو عقد جولة من المباحثات مع الجانب العمانى، دامت ثمانى ساعات، وإن جزءاً كبيراً من الساعات الثمانى كان بينه وبين سلطان عُمان قابوس بن سعيد، وحدهما!.

ومما قيل يومها أيضاً على لسان وزراء إسرائيل.. وهذا هو المهم.. أن الشىء المفاجئ فى زيارته إلى سلطنة عُمان ليس أنها تمت دون مقدمات، ولكن المفاجئ حقاً فى تقديره أنها لن تكون الأخيرة عربياً، ولم يحدد بالطبع وجهته العربية المقبلة، وإنما تركها لتخمين كل متابع.. وقد تناثرت أنباء غير مؤكدة وقتها عن أنها العراق!.

وفى صباح الثلاثاء الماضى، أذاعت هيئة البث الإسرائيلى خبراً يقول إن رئيس وزرائهم سيزور دولة عربية خلال أيام، وإن هذه الدولة ليست بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية، وإن مائير بن شابات، رئيس جهاز الأمن القومى الإسرائيلى، موجود وقت نشر الخبر فى الدولة المقصودة، وإن وجوده هناك يتم بشكل سرى، وإنه يبحث ترتيبات الزيارة!.

ما هى هذه الدولة؟!.. لم يذكر الخبر طبعاً، ولكن إشارته إلى أنها دولة لا علاقات دبلوماسية بينها وبين تل أبيب، قد أكد مسبقاً أنها لن تكون مصر، ولن تكون الأردن، لأنهما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تحتفظان بعلاقات رسمية مع إسرائيل، وفق اتفاقيتين للسلام جرى توقيعهما معها!.

والصدفة البحتة هى التى جعلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال تذيع فى نفس يوم إذاعة خبر الدولة المجهولة، أن عدد أطفال فلسطين الذين لقوا مصرعهم على يد القوات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، أو فى غزة، بلغ ٥٢ طفلاً منذ مطلع هذا العام!.

وكأن لسان حال الحركة، وهى تذيع هذا الخبر، كان يقول إن على المسؤولين فى الدولة التى سيهبط فيها نتنياهو قريباً ألا يضعوا أيديهم فى يديه قبل أن يسألوه عن حق هؤلاء الأطفال، وعن أشياء أخرى بالضرورة، فى المقدمة منها حق الفلسطينيين فى أن تكون لهم دولة على أرضهم، ثم حقهم فى أن تكون القدس هى عاصمة هذه الدولة الفلسطينية عندما تقوم!.

والحقيقة أن صانع القرار فى الدولة التى لم نعرف اسمها بعد، وكذلك فى كل دولة عربية أخرى، ليس فى حاجة إلى شىء حين يلتقى رئيس وزراء إسرائيل، سوى أن يرفع فى مواجهته مبادرة السلام العربية، التى طرحها الملك عبدالله بن عبد العزيز يرحمه الله فى بيروت ٢٠٠٢، فهى تمنح السلام، ولكن فى مقابل الأرض، وتقول بأبلغ بيان إنها صفقة يحصل فيها العرب على الأرض، وتحصل فيها إسرائيل على السلام.. وقد كانت هذه هى صفقة القرن العادلة، لا صفقة القرن الغامضة التى نسمع عنها هذه الأيام، دون أن نعرف ما هى، ولا ما هى ملامحها، ولا ما هى حدودها، ولا من أين تبدأ، ولا أين بالضبط سوف تنتهى؟!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة المجهولة الدولة المجهولة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon