توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترف لا يحتمله البلد!

  مصر اليوم -

ترف لا يحتمله البلد

بقلم - سليمان جودة

كتبت فى هذا المكان سطوراً صباح أمس الأول، عن أملى فى صدور توجيه رئاسى مباشر، بتخصيص المبلغ المتوفر من وقف استيراد الغاز، بدءاً من أول أكتوبر، وهو ٢٥٠ مليون دولار شهرياً، لصالح مواجهة العجز الفادح فى فصول الدراسة.. وتشاء الصدفة أن تنشر الجريدة صورة حزينة فى نفس اليوم، من داخل فصل فى إحدى مدارس  الإسكندرية، لم يتمالك المحافظ نفسه حين رآه، فانخرط فى البكاء!

كان الفصل مكتظاً بالتلاميذ إلى حد لا تكاد تصدقه العين، لولا أن الصورة تجسده أمامك.. وكان أحد التلاميذ يرفع يديه فى أقصى الصورة، وكأنه يرسل.. دون وعى.. رسالة استغاثة وإشارة إنذار معاً.. إنها استغاثة من بقاء وضعه مع زملائه على الشكل الذى نقلته الصورة عارياً دون رتوش.. ثم إنذار من عواقب بقاء وضع كهذا على مستقبل البلد بكامله!.

وما إن قرأ الدكتور محمد شتا السطور المنشورة، حتى تجددت مواجعه، فأرسل يقول إنه كانت عنده فكرتان منذ وقت مبكر مضى، يستطيع بهما البلد، بشىء من العزيمة، تفادى الوضع المأساوى الذى تكشف عنه الصورة القادمة من الإسكندرية!.

كان قد دعا وقت أن كان رئيساً لإحدى المدن، التى كان يمثلها وزير فى البرلمان، الى أن تقترض الحكومة من البنوك مبلغاً، يساوى.. مثلاً.. خمسة أضعاف المبلغ المخصص لإنشاء مدارس  جديدة فى الموازنة العامة، على امتداد السنوات الخمس التالية، فتنشئ به العدد الأكبر من المدارس، مرةً واحدة، وتستطيع خلال عامين، الوصول بكثافة فصولنا إلى المستويات العالمية الآدمية، بدلاً من أن تكون فى زحام عشش الفراخ الذى تشير إليه الصورة الحزينة، وتنطق به، وتقول!.

وكانت فكرة ممكنة، ولا تزال، فالأموال المكدسة فى البنوك تكاد تكون بلا حصر، ولو افترضنا أن الفكرة ستصادف صعوبات فى طريقها، فمن السهل التعامل معها إذا ما توافرت الإرادة!.

ولكن.. غابت الإرادة فماتت الفكرة فى مكانها، إلى أن استيقظنا على وزير التعليم يقول قبل أيام، إننا فى حاجة إلى ١٠٠ مليار جنيه، لبناء ٢٠٠ ألف فصل، وأن الكثافة فى الفصول لن تصل إلى درجتها الطبيعية، إلا بعد عشر سنوات من الآن!.

والفكرة الثانية كانت تقترح بيع ٤٠٪‏ من أسهم قناة السويس للمصريين، حسب ضوابط محددة شرحها فى وقتها، وهى فكرة كفيلة.. لو تحققت.. بالحصول على إيراد يصل إلى تريليون جنيه.. يعنى عشرة أضعاف المبلغ الذى يريده الوزير طارق شوقى، لتحقيق كثافة مدرسية آدمية!.. يعنى سوف نستطيع وقتها الوصول بالصحة، وليس بالتعليم وحده، إلى مستويات متطورة فى العالم، يتحدث عنها الدستور القائم فى أربع مواد كاملة!.

الأفكار كثيرة وتحتاج فقط إلى أن نكلف أنفسنا عناء أخذها بجدية.. فالصورة الكاشفة فى الإسكندرية تصرخ بأن السكوت على الوضع فى المدارس، نوع من الترف لا يحتمله مستقبل البلد!.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترف لا يحتمله البلد ترف لا يحتمله البلد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon