بقلم-سليمان جودة
فجأة.. استيقظت المنطقة صباح الجمعة قبل الماضى، على نبأ وجود بنيامين نتنياهو برفقة زوجته سارة فى سلطنة عُمان، وقد بدا فى الصورة المنشورة سعيداً يصافح السلطان قابوس، بينما الزوجة المثيرة للجدل دائماً تقف وراءه، وهى تراقب المصافحة، وتبتسم!.. وقد كانت زيارة مفاجئة بكل معيار، لأنها الأولى على هذا المستوى بين البلدين منذ ٢٢ عاماً، ولأنها لم تكن لها أى مقدمات ظاهرة!.
وسوف تظل زيارة غامضة تماماً إلى أن يتبين للذين تابعوا أصداءها حقيقة أهدافها، لأن الأهداف المعلنة لها على المستوى الإسرائيلى بالذات تبدو غير مقنعة، وغير متسقة مع طبائع الأمور.. بل إن تسريباً من بين التسريبات حولها يشير إلى أن ما قيل للإعلام عن حقيقة الهدف وراءها ليس هو الحقيقة!.
لقد قيل عنها من جانب السلطنة إن حكومة السلطان تحاول تقريب وجهات النظر فى التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنها لا تمارس دور الوساطة.. ونحن نصدق ذلك طبعاً، لأن عُمان تجيد أداء مثل هذه المهمة، ولأنها تحتفظ لنفسها على الدوام بمسافة واحدة بين كافة الأطراف، فى كل أزمة تشتعل فى منطقتنا.. مسافة تتيح لها أن تلعب الدور الذى تريده، وتقتنع به، بدرجة كبيرة من الإيجابية والاستقلالية!.
وما يجعلنا نصدق كلام السلطنة عن الهدف من وراء اللقاء بين السلطان ورئيس الوزراء الإسرائيلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس كان فى العاصمة العُمانية مسقط قبل هذا اللقاء بيومين، وأن مبعوثين اثنين من قابوس طارا إلى رام الله للقاء مع عباس، بعد اللقاء ذاته بيومين أيضاً!.
ولكن الشىء المحيّر حقاً هو كلام الجانب الإسرائيلى عن الزيارة، فما قيل عنها إنها لن تكون الأخيرة عربياً، وإن الإعداد لها بدأ منذ وقت مبكر، وبالتحديد من يونيو الماضى، وإن رئيس المخابرات الإسرائيلية شارك بنفسه فى التمهيد الذى سبقها، من خلال عدة زيارات قام بها إلى عدة عواصم، منها زيارة إلى العاصمة الأمريكية!.. ومما قيل كذلك أن الجلسات بين السلطان ونتنياهو دامت ثمانى ساعات كاملة، وأن جانباً كبيراً من هذا الوقت كان بينهما وحدهما!.
غير أن الشىء الذى يبعث على الحيرة أكثر، هو ما قيل فى التسريب إياه عن أن السلطان قابوس كان كلما تحدث مع نتنياهو عن قضية فلسطين تكلم الأخير فى ملف إيران مرة، وفى ملف العلاقات الثنائية بين بلاده وعُمان مرةً أخرى!.
والمعنى أن قضية فلسطين لم تكن فى باله، ولا كانت تشغله، وأنه ذهب لقضايا أخرى!.. فما هى؟!.. هذا هو السؤال الذى ستكشفه تسريبات وأحداث مقبلة تدق الباب!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع