توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ينساه القيصر أو يتناساه

  مصر اليوم -

ينساه القيصر أو يتناساه

بقلم - سليمان جودة

نقلت الصحف الصادرة في الثالث من هذا الشهر صورة عن وكالة «رويترز» للأنباء، هي الأولى من نوعها في أوكرانيا على الإطلاق.

وكانت الصورة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وقد عقدوا اجتماعاً بكامل هيئتهم في العاصمة الأوكرانية كييف. وبقدر ما كانت الصورة لافتة بقدر ما كان تصريح دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، لافتاً أكثر قبل الاجتماع.

قال كوليبا إن هذا الاجتماع ينعقد لوزراء خارجية الاتحاد بصورته وحدوده الحالية في الخريطة، ولكنه أيضاً ينعقد داخل حدوده المستقبلية في الخريطة أيضاً.. ولهذا كلام معناه الكبير، لأنه يعني شيئاً واحداً، وهذا الشيء أن أوكرانيا ستلتحق عضواً بالاتحاد في المستقبل، ولا فارق بين أن يكون هذا المستقبل في الغد أو يكون بعد الغد.

وليس سراً أن روسيا تصاب بالجنون كلما سمعت حديثاً كهذا، فهي ترى أن التحاق الأوكرانيين بالاتحاد أمر يضر بالأمن القومي الروسي، وكثيراً ما حذر الروس من عواقب هذا الالتحاق، ولكن من الواضح أن تحذيرها يذهب سدى في كل مرة.

ولم يتوقف الموضوع عند حدود كوليبا، ولكنه تجاوزه إلى جوزيب كوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، الذي كان حاضراً، والذي قال كلاماً لا يختلف في معناه عن معنى كلام وزير الخارجية الأوكراني، ومن بين ما قاله على سبيل المثال، إن وزراء الخارجية الأوروبيين يلتقون في أوكرانيا العضو المستقبلي في التكتل.

ولكن السؤال يظل عن السبب الذي دفع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى الاجتماع في كييف بالذات، على الرغم من أنهم لم يفعلوها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، التي ستدخل عامها الثالث في الرابع والعشرين من فبراير المقبل إذا استمرت إلى هذا التاريخ؟

لماذا فعلوها هذه المرة ولم يفعلوها من قبل؟ ولماذا جاؤوا جميعاً إلى العاصمة الأوكرانية؟

طبعاً هناك سبب، ولا سبب سوى أن الاجتماع تزامن مع قرار من الكونغرس الأمريكي بالوقف المؤقت للمساعدات الأمريكية، التي تذهب إلى الأوكرانيين من دون توقف على مدى ما يقرب من السنة ونصف السنة منذ بدء الحرب!

فالأوروبيون على جوار مباشر مع أوكرانيا، ولكن الأمريكيين على مسافات طويلة للغاية منهم، وإذا كانت هناك أسباب تدعو الولايات المتحدة إلى دعم أوكرانيا، فإن لدى أوروبا أسباباً أقوى لتقديم الدعم نفسه، لأن ما يضر الأوروبيين من تداعيات الحرب يصل إليهم قبل غيرهم، ويجعلهم يسارعون إلى نجدة كييف وإلى تقديم كل ما يمكن تقديمه من دون تأخير.

وقد فهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذا التباين الأمريكي الأوروبي، أن الغرب منقسم في ما يخص مساعداته لأوكرانيا، فقال ما معناه إن روسيا تراهن على ملل الغرب من استمرار مد يد العون إلى الأوكرانيين!

ولكن ما ينساه بوتين أو يتناساه، أن الغرب لو أصيب بالملل، وهذا غير حاصل في ما يبدو أمامنا، فلن يمل الأوكرانيون أنفسهم، ولن يهنأ الروس بالإقامة في أي أرض أوكرانية، لأن الأوكرانيين استقلوا عن الاتحاد السوفييتي بعد انهياره في سنة 1991، ولا يتصورون أنفسهم تابعين له ولا لروسيا وريثته في أي وقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينساه القيصر أو يتناساه ينساه القيصر أو يتناساه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon