توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ينساه القيصر أو يتناساه

  مصر اليوم -

ينساه القيصر أو يتناساه

بقلم - سليمان جودة

نقلت الصحف الصادرة في الثالث من هذا الشهر صورة عن وكالة «رويترز» للأنباء، هي الأولى من نوعها في أوكرانيا على الإطلاق.

وكانت الصورة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وقد عقدوا اجتماعاً بكامل هيئتهم في العاصمة الأوكرانية كييف. وبقدر ما كانت الصورة لافتة بقدر ما كان تصريح دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، لافتاً أكثر قبل الاجتماع.

قال كوليبا إن هذا الاجتماع ينعقد لوزراء خارجية الاتحاد بصورته وحدوده الحالية في الخريطة، ولكنه أيضاً ينعقد داخل حدوده المستقبلية في الخريطة أيضاً.. ولهذا كلام معناه الكبير، لأنه يعني شيئاً واحداً، وهذا الشيء أن أوكرانيا ستلتحق عضواً بالاتحاد في المستقبل، ولا فارق بين أن يكون هذا المستقبل في الغد أو يكون بعد الغد.

وليس سراً أن روسيا تصاب بالجنون كلما سمعت حديثاً كهذا، فهي ترى أن التحاق الأوكرانيين بالاتحاد أمر يضر بالأمن القومي الروسي، وكثيراً ما حذر الروس من عواقب هذا الالتحاق، ولكن من الواضح أن تحذيرها يذهب سدى في كل مرة.

ولم يتوقف الموضوع عند حدود كوليبا، ولكنه تجاوزه إلى جوزيب كوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، الذي كان حاضراً، والذي قال كلاماً لا يختلف في معناه عن معنى كلام وزير الخارجية الأوكراني، ومن بين ما قاله على سبيل المثال، إن وزراء الخارجية الأوروبيين يلتقون في أوكرانيا العضو المستقبلي في التكتل.

ولكن السؤال يظل عن السبب الذي دفع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى الاجتماع في كييف بالذات، على الرغم من أنهم لم يفعلوها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، التي ستدخل عامها الثالث في الرابع والعشرين من فبراير المقبل إذا استمرت إلى هذا التاريخ؟

لماذا فعلوها هذه المرة ولم يفعلوها من قبل؟ ولماذا جاؤوا جميعاً إلى العاصمة الأوكرانية؟

طبعاً هناك سبب، ولا سبب سوى أن الاجتماع تزامن مع قرار من الكونغرس الأمريكي بالوقف المؤقت للمساعدات الأمريكية، التي تذهب إلى الأوكرانيين من دون توقف على مدى ما يقرب من السنة ونصف السنة منذ بدء الحرب!

فالأوروبيون على جوار مباشر مع أوكرانيا، ولكن الأمريكيين على مسافات طويلة للغاية منهم، وإذا كانت هناك أسباب تدعو الولايات المتحدة إلى دعم أوكرانيا، فإن لدى أوروبا أسباباً أقوى لتقديم الدعم نفسه، لأن ما يضر الأوروبيين من تداعيات الحرب يصل إليهم قبل غيرهم، ويجعلهم يسارعون إلى نجدة كييف وإلى تقديم كل ما يمكن تقديمه من دون تأخير.

وقد فهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذا التباين الأمريكي الأوروبي، أن الغرب منقسم في ما يخص مساعداته لأوكرانيا، فقال ما معناه إن روسيا تراهن على ملل الغرب من استمرار مد يد العون إلى الأوكرانيين!

ولكن ما ينساه بوتين أو يتناساه، أن الغرب لو أصيب بالملل، وهذا غير حاصل في ما يبدو أمامنا، فلن يمل الأوكرانيون أنفسهم، ولن يهنأ الروس بالإقامة في أي أرض أوكرانية، لأن الأوكرانيين استقلوا عن الاتحاد السوفييتي بعد انهياره في سنة 1991، ولا يتصورون أنفسهم تابعين له ولا لروسيا وريثته في أي وقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ينساه القيصر أو يتناساه ينساه القيصر أو يتناساه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon