بقلم سليمان جودة
قرر الشيخ محمد بن راشد، حاكم إمارة دبى، فرض رسم مغادرة على كل مسافر يمر من مطار الإمارة، على أن يجرى تحصيل الرسوم من أول يوليو المقبل، وأن يتم تطبيقها على الجميع، بمن فيهم ركاب الترانزيت.
وجاء فى القرار أن الرسوم سوف تكون فى مقابل استخدام مرافق وخدمات المطار، وأن العائد سوف يدخل الخزانة العامة.
والذين ذهبوا إلى دبى، أو مروا من مطارها، يعرفون أن مطارها لا مثيل له تقريباً بين مطارات العالم، وأن الذين سيكون عليهم أن يدفعوا رسوماً من هذا النوع، سوف يدفعونها وهم راضون، لأنهم سوف يحصلون على شىء حقيقى فى مقابلها!.
وفى بولندا، سمعت فى مارس الماضى أن رسوم التأشيرة التى دفعتها فى السفارة البولندية فى القاهرة، سوف تذهب إلى الموازنة العامة للدولة مباشرة، وعندما مازح أحد رفقاء الرحلة مسؤولاً بولندياً، وأخبره بأن السفير البولندى عندنا قد أعفاه من رسم التأشيرة، رد المسؤول فى جدية كاملة، وقال إن وزير المالية سوف يحاسبه، لأن عائد تأشيرات دخول بولندا بامتداد العالم يذهب إلى الميزانية كاملاً، ولا تهاون فى دولار واحد من مجمل العائد!.
ومن وقت إلى آخر، نقرأ أن سلطات مطار القاهرة قد أعادت راكباً أجنبياً إلى الجهة التى جاء منها، لأنه لم يحصل على تأشيرة من سفارتنا لديهم، وأن إعادته كانت تطبيقاً لمبدأ معروف بين الدول اسمه المعاملة بالمثل!.
وعندما كان أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وزيراً للخارجية من 2004 إلى 2011، طلب فى اجتماعات مجلس الوزراء إلغاء الحصول على تأشيرة دخول البلد من المطار، وتطبيق مبدأ الحصول عليها من سفاراتنا على جميع القادمين إلينا، مقابل مبلغ محدد، كما تفعل كل سفارات العالم، وكان تقدير الوزير أبوالغيط أن الأخذ بذلك، دون استثناء مواطنى أى دولة، سوف يأتى بعائد معتبر من الدولارات، وأن مثل هذا العائد سوف يمثل إضافة إلى ما لدينا من عملة صعبة بالضرورة.
والغريب أن وزير السياحة وقتها اعترض، وتم وأد اقتراح أبوالغيط فى مهده، وكانت الحجة أن إجراء كهذا سوف لا يشجع السياحة!.. وهو كلام غير صحيح طبعاً، لأنه ليس من المتصور أن يرفض أى سائح المجىء إلينا، لمجرد أننا نطالبه بالحصول على تأشيرة من سفارتنا فى بلده، ودفع الرسوم المستحقة عليه!.
ولو أن الوزير سامح شكرى تبنى إحياء الاقتراح القديم، ثم راح يلح عليه فى مجلس الوزراء، فسوف يكون ذلك شيئاً جيداً.. إننا نبدد احتياطى الدولار لدينا فى كل يوم، وأمامنا أبواب يمكن أن تضيف إليه، ولكننا نغلقها بأيدينا!.