توقيت القاهرة المحلي 07:28:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد السيدة نفيسة!

  مصر اليوم -

ما بعد السيدة نفيسة

بقلم-سليمان جودة

الفكرة التى أسّس لها وزراء ثلاثة فى مسجد السيدة نفيسة قبل أيام تحتاج إلى أن تحظى باهتمام أعلى على مستوى الدولة كلها.. اهتمام ينقلها من المسجد إلى كل بيت وكل منشأة حكومية أو خاصة!.. وإذا كان قد قيل إنها فكرة ستنتقل من «السيدة نفيسة» إلى جميع مساجد الجمهورية فى مرحلة لاحقة، فهذا جيد فى حد ذاته، ولكنه لا يكفى!

أما الفكرة فهى تركيب حنفيات موفرة فى المساجد.. وأما الوزراء فكانوا: اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، والدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، والدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف.. وقد ذكر اللواء «العصار» أن الحنفيات جرى إنتاجها فى شركة تابعة للوزارة بتكنولوجيا ألمانية، وأنها توفر 35%‏ من المياه المستخدمة!

ومنذ أسابيع كانت إثيوبيا قد أعلنت أن عملية بناء سد النهضة تتعثر بسبب خطأ وقع من جانب الشركة التى تنفذه، وأن هذا الخطأ سوف يؤخر الانتهاء من بنائه ما يقرب من أربع سنوات.. ويومها كان مصريون كثيرون قد أحسوا بالراحة بينهم وبين أنفسهم لأن تأخر الانتهاء من السد الإثيوبى سوف يعطى للطرفين المصرى والإثيوبى الوقت الكافى للتعامل معه بما يضمن عدم تأثيره على حصتنا من مياه النيل!

ولكن وكالات الأنباء حملت خبراً مفاجئاً فى نفس توقيت بدء فكرة الحنفية الموفرة، يقول إن شركة الكهرباء الإثيوبية المسؤولة عن تشييد السد وقّعت اتفاقاً مع شركة فرنسية لتسريع البناء، وإن تكلفة التسريع تصل إلى 395 مليون يورو!

وقد جاء هذا الخبر فى وقت لم نتفق فيه مع إثيوبيا على فترة ملء خزان السد، ولا على طريقة تشغيله، ورغم المفاوضات الطويلة التى دارت وتدور بحضور السودان طرفاً ثالثاً، فلايزال الكلام يعود فى كل مرة يلتقى فيها الأطراف الثلاثة إلى حيث بدأ!

وحتى بافتراض أن السد لن يؤثر، وأننا سنتفق فى النهاية مع الإثيوبيين، وأنهم سيتفهمون أن موضوع النيل بالنسبة لنا لا فصال فيه، فإن الفكرة التى أطلقها الوزراء الثلاثة لا يجوز أن تضيع فى زحام الأحداث، ولا أن تتوقف عند حدود المساجد، ولا أن تكون لقطة ظهرت فى الصحف ثم ينتهى الأمر!

وإذا كان الوزير «عبدالعاطى» يواصل التفاوض مع الجانب الإثيوبى، ويشجع الرى الحديث، وإذا كان الوزير «العصار» ينتج الحنفية الجديدة، فالوزير «جمعة» هو الذى عليه أن يتبنى الترويج لها من فوق منابر المساجد فى أنحاء الجمهورية كلها!

وليس عليه الترويج لها فقط، ولكن عليه العمل على تغيير ثقافة الناس الشائعة فى استهلاك الماء لأن الثقافة الدينية التى تنصح بألا نسرف فى الاستهلاك ولو كنا على نهر يجرى لا وجود لها بين الغالبية من المواطنين.. بل إن هذه الغالبية تتصرف على العكس من ثقافة عدم الإسراف على طول الخط!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد السيدة نفيسة ما بعد السيدة نفيسة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon