توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علموا أولادكم السياحة!

  مصر اليوم -

علموا أولادكم السياحة

بقلم : سليمان جودة

 فى رسالة من السفير محمد الذويخ، سفير الكويت فى القاهرة، يقول إن ثلاث دول فى العالم تملك تجارب ناجحة فى تغيير ثقافة الناس تجاه السائح، وإن هذه الدول هى: إسبانيا.. تايلاند.. ثم كينيا!.
والسفير يدعونا بالتالى إلى أن ندرس تجارب الدول الثلاث، وأن نأخذها عنها، لأن رواج السياحة فى إسبانيا تحديداً، بالشكل الحاصل، وإلى حد أن يزورها كل عام عدد من السياح يزيد على عدد سكانها، ما كان ليحدث إلا لأنهم هناك عرفوا، ليس فقط كيف يجذبون السائح إلى الشواطئ والفنادق الإسبانية، وإنما لأنهم أدركوا نقطة أخرى فى غاية الأهمية!.

هذه النقطة هى أن السائح إذا جاء مرة فإنه يجب أن يجىء مرة ثانية، وثالثة، وعاشرة.. وإذا جاء مرةً واحدة، ثم لم يفكر فى المجىء من جديد، فليس أقل من أن يحرض آخرين فى بلده على أن يأتوا، بدلاً عنه، ليستمتعوا كما استمتع هو!.

والهدف أن يتحول كل سائح، حين يعود إلى بلده، إلى دعاية مجانية متحركة لمصر التى زارها وأعجبته، ولن يحدث هذا إذاً مادامت ثقافة الناس فى غالبيتهم على ما هى عليه.. إنها ثقافة تطارد السائح، وتجعل دعايته عنا، عندما يرجع إلى بلده، دعاية سلبية!.

والقصة أن علينا أن نبدأ من هنا، وليس من أى نقطة أخرى، وإلا فما معنى أن نعمل على كل الخطوات التالية، بما فيها القدرة على تسويق ما لدينا، فإذا نجح التسويق وجاء السائح فعلاً وجد ثقافة الناس عنه، وعن كل سائح، ثقافة طاردة؟!.

معناه أن كل جهد نبذله فى الترويج لبلدنا، سياحياً، وفى التسويق له، سوف يصطدم فى الآخر بما جعل أحد السياح يخرج من الفندق إلى الشارع، فى واحدة من المدن المصرية السياحية الكبيرة، وقد كتب على صدره بالخط العريض أنه لا يريد ركوب حنطور.. ولا تاكسى.. ولا شراء شىء من البازار!.

فكرة الناس هناك عنه، وعن كل سائح، هى التى ألجأته إلى مثل هذه الحيلة الساخرة المضحكة.. ورغم أنها لون من السخرية، وربما من الفكاهة، إلا أنها تُشخص مرضاً حقيقياً لدينا.. مرض التعامل من جانب الكثيرين منا مع السائح، على أساس أنه رجل ثرى، وأنه يملك الكثير من الفلوس، وأن الشطارة هى فى الاستيلاء على فلوسه، وإخراجها من جيبه بأى طريقة!.

هذه ثقافة موجودة، وشائعة، وسائدة، ولا سبيل إلى نصيب عادل لنا فى سوق السياحة العالمية.. نصيب يساوى إمكاناتنا السياحية الحقيقية الهائلة.. إلا بالتعامل مع هذه الثقافة فى اتجاه تغييرها تماماً!.

والدول الثلاث التى يشير إليها السفير الذويخ أدركت هذا بوضوح، وذهبت إليه من أقصر طريق.. وكان أقصر طريق هو طريق المدرسة.. ففيها يتعلم الصغير ما سوف يكبر عليه، ويظل يعمل به طول حياته!.

الدول الثلاث بدأت من المدرسة.. ويمكننا أن نأخذ عنها ماذا فعلت، وأن نضيف إلى المدرسة مؤسسات مُساعدة لها، من أول الجامع، إلى الكنيسة، إلى الإعلام، إلى البيت نفسه!.

وإذا كان عمر بن الخطاب قد طلب أن نُعلم أولادنا السباحة، والرماية، وركوب الخيل، فيمكننا أن نضيف السياحة إليها، دون أن نكون قد تجاوزنا فى حق الخليفة الراشد الثانى، فى شىء!.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علموا أولادكم السياحة علموا أولادكم السياحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon