بقلم : سليمان جودة
العبارة التى نقلتها فى هذا المكان صباح أمس الأول عن رياض سلامة، محافظ مصرف لبنان المركزى، أثارت شهية الدكتور سامى عبدالعزيز، أستاذ الإعلام الكبير، فتلقيت منه رسالة من خمس عبارات، تمتاز بالإيجاز نفسه الذى ميّـز عبارة سلامة فى بيروت!
كان رياض سلامة قد قال فى عز العاصفة التى تمر بها بلاده: مستقبل لبنان فى الاقتصاد المنتج. وكنت قد علقت على عبارته ذات الخمس كلمات، فقلت إنها تمثل دواءً اقتصادياً شافياً لكل دولة، وإنها لا تخص لبنان وحده، وإننا لو سألنا المحافظ الهُمام، طارق عامر، فى موضوعها، فلن يزيد عليها فى الغالب شيئاً.. فهذه فى ظنى هى قناعته طوال الفترة الأولى التى قضاها على رأس البنك المركزى، ثم هى نفسها قناعته فى الفترة الثانية التى بدأها فى نوفمبر مدعوماً بثقة القيادة السياسية!
فى عبارة أولى قال الدكتور سامى: عشت عمرى مؤمناً بأننا إذا لم نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، فلا مستقبل لنا ولا إرادة سياسية!.. وفى عبارة ثانية قال: أتفق معك على أن فاتورة الإصلاح الاقتصادى كانت صعبة، ولكنها مرت فى سلام بفعل رهان الرئيس على وعى وفهم هذا الشعب.. وفى ثالثة قال: الاقتصاد المنتج يحتاج إلى فكر اقتصادى تنفتح مسؤولياته على عاتق الجميع، ويحتاج إلى مستثمرين جادين يشاركون فى خطط تطوير بلادهم، ويحتاج إلى أن يتلقى هؤلاء المستثمرون دعماً كاملاً غير منقوص من الحكومة، تمويلاً، وتحفيزاً، وضريبياً، وجمركياً، وأسعار خدمات يعاد فيها النظر!
وفى عبارة رابعة قال: اقتصاد منتج لا بديل فيه عن تدريب فنى حقيقى للعمالة المصرية.. وفى عبارة أخيرة أضاف: اقتصاد منتج من النوع الذى قصده محافظ مصرف لبنان، يظل فى أشد الحاجة إلى إعلام يساند بقوة، ويتابع، ويناقش، وينتقد، بشرط أن ينصت لأهل الرأى والاختصاص!
هذه هى عبارات سامى عبدالعزيز، الذى إذا تكلم فى العبارة الأخيرة بالذات، فإنه يتكلم فيما عاش سنوات عُمره يعرفه، ثم يضعه أمام أجيال من طلاب الإعلام ودارسيه!
وثقتى كاملة فى أن العبارات الخمس.. والعبارة الخامسة فى القلب منها.. سوف تصادف آذاناً سامعة فى مستويات الدولية العليا، وسوف تجد مَنْ يستقبلها بحفاوة، لأنها فى مجملها ترسم جانباً من معالم طريق ما بعد كابوس كورونا!
اسمعوا من الرجل لأن عباراته الخمس هى حصيلة للتجربة الممتدة، وهى حصيلة للمتابعة المستمرة فى العالم من حولنا، وهى رغبة جادة فى أن يحصل هذا البلد على المكانة التى يستحقها فى مكانه على الخريطة!