بقلم-سليمان جودة
دخل رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، على خط موضوع جمال خاشقجى، فقال صباح أمس الأول إن مخابرات بلاده استمعت بشكل كامل إلى تسجيلات حصلت عليها من الحكومة فى تركيا، حول مصرع «خاشقجى» فى القنصلية السعودية فى اسطنبول 2 أكتوبر الماضى!.. وأضاف «ترودو»، من خلال تصريحات منشورة، أنه شخصياً لم يستمع إلى شىء!.
وكأنه يريد أن يساوم الرياض فى تسوية الأزمة التى كانت قد اشتعلت بينه وبينها، قبل شهرين، عندما رفضت السعودية تدخله فى أمور داخلية تخصها، واتخذت معه إجراءات كانت فى غاية الحزم والقوة!.
فهل يريد «ترودو» لملمة موضوعه مع الحكومة فى المملكة، عبر هذه التلميحات التى يشير فيها إلى أنه لدى المخابرات الكندية ملف كامل فى قضية «خاشقجى»؟!.. هذا هو السؤال!.
ولم يتوقف الأمر عند حدود مخابرات كندا.. فألمانيا كانت هى الأخرى قد افتعلت مشكلة مع السعودية فى صيف هذا العام، وليس من الممكن فصل تلك المشكلة عما صرح به المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، شتيفن سايبرت، الذى نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط، الصادرة فى لندن صباح أمس، كلامه عن تواصل جرى بشأن «خاشقجى» بين المخابرات الألمانية والمخابرات التركية!.
وظنى أن موقف العاصمة الألمانية برلين لا يختلف فى هذا السباق والسياق معاً عن موقف العاصمة الكندية أوتاوا.. فكلتا العاصمتين تريد توظيف موضوع «خاشقجى» على نحو من الأنحاء فى حل ما لم يجد حلاً على مدى أسابيع مضت!.
وفى مختلف الصحف الصادرة صباح أمس، الثلاثاء، كانت أصداء معركة كلامية قد راحت تتناثر حول الموضوع ذاته، بين باريس من ناحية وأنقرة من ناحية أخرى.. فموقف فرنسا فى الأزمة واضح منذ البداية، وقد كانت ترفض دائماً، ولاتزال، أن يجرى رفع قميص «خاشقجى» من جانب عدة عواصم، لأسباب كثيرة، ليس من بينها الرغبة فى الوصول إلى الحقيقة مجردة فى القصة كلها.. وقد تبَنّت الحكومة الفرنسية هذا الموقف بعد أن لاحظت أن كل طرف لديه فاتورة سياسية، أو حتى غير سياسية لدى السعودية، كان يسارع إلى استخدام ورقة «خاشقجى» والتلويح بها من بعيد!.
وكان الرئيس التركى أردوغان قد قال فى وقت سابق إن حكومته أعطت دولاً عدة، بينها فرنسا، معلومات حول مقتل «خاشقجى»!.. ولكن إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسى، خرج على الإعلام ينفى ذلك، ويتهم الأتراك بأنهم يستخدمون عملية «خاشقجى» ضمن لعبة سياسية!.
ليت الله تعالى يبعث الرجل حياً ليرى بعينيه كيف أن هؤلاء الذين تناولوا قضيته، خارج بلاده، لا تعنيهم حياته فى شىء.. فحياته عندهم هى ستار.. مجرد ستار لأوسع عملية ابتزاز تقاومها بصلابة حكومة خادم الحرمين!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع