بقلم : سليمان جودة
فى لقاء دعا إليه السفير أحمد قطان، سفير السعودية فى القاهرة، فى بيته، أمس الأول، تدفق الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، فى الحديث عن زيارته إلى القاهرة، وعن لقائه مع الرئيس، وعن جولته فى الإسماعيلية التى جاء منها إلى اللقاء، وعن بلاده، وعن طبيعة علاقتها بنا، وعن برنامج الإصلاح الذى يقوده فى المملكة، وعن يقينه فى نجاح البرنامج!.
ولابد أن يقينه يأتى من أنه شاب فى الثانية والثلاثين، وأنه مقتنع بما يفعل، وأنه يتطلع الى الأمام، أكثر بكثير مما يلتفت إلى الوراء!
وإذا كان السفير السعودى الأسبق، هشام ناظر، قد أسس لصالون أسبوعى سماه «مقعد الأربعاء».. فإن قطان قد أسس لصالون شهرى أهم، هو رياض النيل، ولابد أنه بعد أن صدر أمر ملكى بتعيينه وزيراً للدولة للشؤون الأفريقية، قد أراد اللقاء مع ولى العهد، خاتمة الصالون التى تبقى!.
ولم يشأ الأمير محمد أن يُخفى خلال الكلام أن كل ما هو اقتصادى قد طغى على ما سواه فى أثناء زيارته، وأن السياسى، والأمنى، والعسكرى، كان موجوداً ومطروحاً خلالها بالطبع، غير أنه قد حل فى مرتبة تالية، وأن الشأن الاقتصادى بين البلدين قد فاز بنصيب الأسد!.
وكان مشروع «نيوم» على رأس هذا الشأن!. وهو مشروع سعودى مصرى أردنى، وطبيعته سياحية استثمارية، ومكانه شرق خليج العقبة فى شكل مثلث يرتكز بأحد أضلاعه على شاطئ الخليج!
والمشروع من بين بنات أفكار محمد بن سلمان، وهو يُطلق عليه اسمين.. مرة يسميه نيويورك السعودية.. ومرة يسميه ريفيرا البحر الأحمر!
وسوف يكون عندما يكتمل وجهة سياحية بامتياز، وحين ينشأ جسر الملك سلمان الذى أعلن عنه خادم الحرمين أثناء زيارته إلى القاهرة قبل عامين، سوف يكون طريقاً إلى نيوم، وسوف يكون جسراً مضافاً بين الشعبين، وسوف ييسر الحركة من مصر إلى السعودية، والعكس، وسوف تتوافر فيه فرص عمل كثيرة، وفرص كسب أكثر، وبالتالى فهو أرض للأمل!.
وسوف ينقلك الجسر، وهو يعبر فوق البحر، من أفريقيا هنا، إلى آسيا هناك، ليجعل فى إمكان المصرى الذى سيعمل فيه أن يشتغل فى قارة، نهاراً، وأن يعود ليبيت فى قارة أخرى، ليلاً.. وإذا أردنا تسويق المشروع فلن نجد أفضل من هذه الزاوية فيه!.
فلاتزال تركيا تفعل الشىء ذاته، وهى تتحدث عن الجسر الذى يمتد فوق البوسفور فى مدينة إسطنبول، ويأخذ السائح من آسيا إلى أوروبا فى داخل مدينة واحدة.. ولايزال السائح فيها تعجبه الفكرة جداً، فيذهب إلى المدينة من أجل هذا الغرض على وجه التحديد!.
السياحة تسويق فى الأساس.. والتسويق هو قدرة على بيع ما عندنا من إمكانات سياحية على البحر الأحمر، وغير البحر الأحمر، وما أكثرها.. وما أقل التسويق لها.. وما أضعفه!.
وربما يكون نيوم باباً إلى التسويق العصرى الصحيح!.
نقلًا عن المصري اليوم القاهري