توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسمعوا منهما!

  مصر اليوم -

اسمعوا منهما

بقلم : سليمان جودة

 يملك الدكتور صب��ى الشبراوى فكرة، ويملك الدكتور سعد الجيوشى تجربة، وكلاهما يراهن من خلال الفكرة، ومن خلال التجربة، على أنه لا بديل عن إشراك المواطن فى معادلة الذهاب بهذا البلد إلى المستقبل!

فسنوات الدكتور الشبراوى الطويلة، مع الدراسة فى الخارج، والتدريس فى الداخل، والكتابة فى الحالتين عن البشر باعتبارهم المورد الأهم لدى الدولة، تقول بأوضح لغة إن صلاح القطاع العام هو فى توزيع أسهم الملكية فيه على الناس!.

وعندما تكون مصانع الحديد والصلب.. مثلاً.. مملوكة للمصريين، من خلال عدة أسهم لكل واحد حسب مقدرته المادية، فسوف تتشكل الجمعية العمومية منهم، وسوف تأتى بالإدارة القادرة على تحقيق أرباح، فإذا عجزت الإدارة عن ذلك، أعفتها الجمعية نفسها، وجاءت بإدارة أكفأ منها.. وهكذا فى كل شركة قطاع عام.. وهكذا سوف تصبح الكفاءة هى معيار بقاء أى إدارة فى موقعها.. وهكذا سوف لا يكون فى القطاع العام مكان لإدارة توزع أرباحاً على موظفين تنابلة لا يعملون، أو تصرف حوافز فى شركات خاسرة!.

وقد كانت هذه هى الفكرة التى لعبت عليها مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا فى السبعينيات من القرن الماضى، فتوجهت مباشرةً إلى تمليك القطاع العام للبريطانيين، وتحوّل كل بريطانى فى كل شركة قطاع عام إلى مالك يتابع أوضاع ما يملكه، ويشارك فى تعيين الإدارة، ويظل يراقبها من جمعية عمومية قائمة إلى جمعية عمومية قادمة.. وبخلاف ذلك سوف يظل قطاعنا العام نزيفاً للمال العام لا يتوقف!

جربوها ولن تخسروا.. جربوها وسوف تكسبون قطاعاً عاماً بكامله.. جربوها واستدعوا الدكتور الشبراوى واسمعوا منه.. جربوها وأنصتوا إليه، فهو قادر على أن يمنحكم حلاً بالمجان!.

وعندما جاءوا بالدكتور الجيوشى وزيراً للنقل، ذات يوم، كان على قناعة تامة، بأن إصلاح كل مرفق فى البلد ممكن جداً، بمواردنا الذاتية وحدها.. ودون اقتراض دولار واحد من أى جهة دولية.. وقد راح يطبق قناعته فى هيئة السكة الحديد، على سبيل المثال، فنجح فى رفع كفاءة ٥٠ عربة نقل ركاب، و٦٠ عربة نقل بضائع، فى كل شهر!.. وقد كان يفعل ذلك بأداتين اثنتين: الأولى ٧٢ ألف موظف وعامل فى الهيئة، كانوا فى انتظار رجل يعرف كيف يوظفهم فى أماكنهم كما يجب.. والثانية كانت عشرين ورشة عملاقة، بعضها يتفوق فى إمكاناته على ورش فى بريطانيا التى عرفت أول سكة حديد فى العالم!.

ولو استمرت تجربة الرجل، لكانت قد نقلت السكة الحديد إلى مربع آخر تماماً، بخلاف هذا المربع الذى ينقل الركاب إلى الآخرة!

وما أفهمه من فكرة الدكتور صبرى، ومن تجربة الدكتور سعد، أن لدينا عقولاً مصرية قادرة، وأن عندنا إمكانات ذاتية متوفرة، وأن توظيف العقول والإمكانات الذاتية هو الرهان، وأن الدول التى كانت وراءنا، ثم صارت أمامنا، قد فعلت ذلك وحده ولا تزال تفعله!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسمعوا منهما اسمعوا منهما



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon