بقلم - سليمان جودة
إذا كان حادث الطائرة الروسية فوق سيناء، قد أدى إلى استهداف السياحة فى شرم الشيخ، ولا يزال، فالأمل أن ينتبه الذين يعنيهم أمر السياحة فى بلدنا، إلى أن واقعة وفاة السائح الإنجليزى وزوجته فى الغردقة، تبدو منذ وقعت، وكأن هناك مَنْ يحاول توظيفها بإصرار فى كل صباح، لاستهداف السياحة فى البحر الأحمر.. وليس فى الغردقة وحدها!
والثابت حتى الآن، أن السلطات المختصة فى بريطانيا، لم تستطع إثبات أن وفاة الرجل وامرأته، كانت غير طبيعية، ولو نجحت فى إثبات ذلك، لا قدر الله، لكانت قد أقامت الدنيا.. وعندما توفرت معلومات عن الواقعة لدى السلطات المصرية، فإنها أعلنتها كاملةً دون إخفاء شىء!
ومع هذا، لا يزال هناك على الجانب الآخر، مَنْ يتعامل مع وفاتهما على أساس أنها بداية يمكن الانطلاق منها، والبناء عليها، لتحقيق أهداف أخرى تسعى فى مجملها إلى التشويش الكامل على سياحة البحر الأحمر، لتكون هى والسياحة فى شرم سواء!
وحين قيل قبل أيام، فى إحدى الصحف الإنجليزية، إن نوعاً من البكتيريا قد جرى رصده فى الفندق الذى شهد وفاة السائح وزوجته، فإننى قرأت الخبر بتفاصيله منقولاً عن الصحيفة إياها، فى عدة صحف عربية، دون أن أقرأ فى المقابل، أن جهةً هنا قد ردت بما يجب على الخبر، حتى لا يتحول فى ظل غيابنا، إلى كرة من الثلج تظل تتدحرج، وتكبر، وتكبر!
إننا لا نملك منع صحيفة فى العالم.. أى صحيفة.. خصوصاً إذا كانت كبيرة، ومؤثرة، وتوزع على نطاق واسع، من الكتابة عن شؤوننا كلها، وليس عن السياحة وحدها، ولكننا نملك بالتأكيد، الرد على كل كلمة تقال عنا، بما يضعها فى حجمها الحقيقى، وفى إطارها الموضوعى، وبالذات إذا كانت كلمة من النوع الذى يبدو أنه يقال عن قصد، ويُنشر عن عمد، ولهدف مُعيّن!
وقد كنت أتصور أن تنهض سفارتنا فى لندن منذ وقت مبكر، بهذه المهمة، أو بجزء منها على الأقل، لكن ما نعرفه أن السفارة هناك فى انتظار وصول السفير الجديد طارق عادل، الذى جرى تعيينه فى الحركة الدبلوماسية الأخيرة.. وإلى أن يصل ويتسلم عمله، فلا أعرف مَنْ فى السفارة نستطيع أن نخاطبه، فنسأله عما قام به، فى مواجهة التوظيف اليومى لواقعة السائح وزوجته!
السياحة فى بلد من وزن مصر، تنتظر اهتماماً أكثر مما هو حاصل.. تنتظر أن نغار عليها، وعلى سمعتها، غيرة حقيقية.. تنتظر سلوكاً مختلفاً على كل مستوى.. تنتظر أن نبرهن على أننا نستأهل هذا القدر الهائل من الإمكانات السياحية، التى تتناثر فى كل ركن من أركان البلد!
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع