توقيت القاهرة المحلي 07:39:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجل كان دقيقاً!

  مصر اليوم -

الرجل كان دقيقاً

بقلم-سليمان جودة

أعجبتنى الدقة التى تحدث بها مظلوم كوبانى، قائد قوات سوريا الديمقراطية، إلى وكالة الأنباء الفرنسية أول هذا الأسبوع!

كان كوبانى يتحدث من مدينة الحسكة الواقعة شرق سوريا، وكان يتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، الشهير بـ«داعش»، وكان كوبانى يقول فى حديثه إن قواته التى يقودها لا تزال تطارد بقايا التنظيم فى مناطق الشرق السورى، وإنه سوف يعلن فى الشهر القادم نهاية الوجود العسكرى للتنظيم الإرهابى فى شرق سوريا تماماً!

ومن المعروف عن هذه القوات أنها تضم عناصر عربية وكردية، وأنها تتولى منذ ٢٠١٥ مطاردة داعش فى المدن التى كانت مسرحاً لعملياته فى شرق سوريا، ومعروف كذلك أن قوات سوريا الديمقراطية تحظى بدعم أمريكى معلن ومباشر!

وبصرف النظر عما إذا كان كوبانى سوف يلتزم بما أعلنه، أم لا، فالدقة التى أردت الإشارة إليها فى حديث رجل يوصف كثيراً بأنه لا يتحدث إلى الإعلام إلا قليلاً، أنه لم يتحدث عن القضاء على كل وجود لداعش.. فتلك مسألة فيما يبدو فوق طاقته، فضلاً عن أنه أمر يقع خارج اختصاصه.. ولكنه خصص كلامه كله عن القضاء على الوجود العسكرى على وجه التحديد!

وكأنه قد أراد أن يقول إن تنظيم داعش له أكثر من وجود على أكثر من مستوى، وإن الوجود العسكرى يخصه هو كقائد لقوات وظيفتها مطاردة كل عنصر من عناصره حتى النهاية.. أما الوجود على كل مستوى مختلف، كأن يكون المستوى الفكرى، مثلاً، فذلك مستوى له مواجهة أخرى فى ميدان آخر، وبأدوات مغايرة، وعن غير طريق القوة العسكرية!

وهذا بالضبط ما تحدث عنه كثيرون بيننا، عندما تكلموا عن أن القوة فى مواجهة الإرهاب الذى يمارسه داعش وغير داعش، ضرورية، ومطلوبة، ولا غنى عنها، ولكنها وحدها ليست كافية، ولا يمكن إذا بقيت وحدها فى الميدان أن تؤدى فى غاية المطاف الى القضاء عليه!

لا يمكن!

فهذا التنظيم فى الأصل فكرة، والفكرة لا يمكن مطاردتها بالسلاح، وإنما يمكنك مطاردة معتنقى الفكرة بالسلاح، ما دامت فكرة تؤمن بالعنف، وتمارسه، وتدعو إليه، وتغرى به المؤمنين بها، وتدفعهم دفعاً إلى ممارسة كل أشكال القتل فى حق الناس!

ولذلك.. فإذا صدق كوبانى فى وعده بالقضاء العسكرى على داعش الشهر القادم، فالله وحده أعلم بالمدى الزمنى الذى تحتاجه المنطقة، ويحتاجه العالم، للقضاء على داعش الفكرة.. لا داعش التنطيم!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل كان دقيقاً الرجل كان دقيقاً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon