توقيت القاهرة المحلي 19:26:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمزيق الميثاق

  مصر اليوم -

تمزيق الميثاق

بقلم - سليمان جودة

ما بين التمزيق الأول لميثاق الأمم المتحدة والتمزيق الثانى ١٥ سنة لا أكثر، ولكن السبب فى المرة الأولى كان على العكس منه فى المرة الثانية على طول الخط.

ففى ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٩ وقف العقيد معمر القذافى يخطب فى مبنى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، وعندما أنهى خطابه تناول نسخة من الميثاق، ثم راح يمزقها ويلقيها فى القاعة أمام الحاضرين.. وفى ١٠ مايو ٢٠٢٤ وقف جلعاد أردان، مندوب إسرائيل الدائم فى المنظمة، أمام الذين كانوا يصوتون فى قاعتها على منح العضوية الكاملة لفلسطين، ثم تناول نسخة من الميثاق ذاته ومزقها وألقاها أمامهم على الملأ.

وكان مجلس الأمن قد انعقد يوم ١٨ إبريل للتصويت على منح العضوية نفسها لفلسطين، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت سلاح الڤيتو ففشل المجلس فى التصويت.

وعندما انعقدت الأمم المتحدة على مستوى جمعيتها العامة أمس الأول.. أى على مستوى كافة الدول الأعضاء.. صوتت ١٤٣ دولة بالموافقة من أصل ١٩٣ هى مجمل عدد دول العالم، واعترضت تسع دول، بينما امتنعت ٢٥ دولة عن التصويت.

وكان هذا كافيًا لأن تصاب تل أبيب بالجنون، وأن يتصرف مندوبها جلعاد بالطريقة التى تصرف بها، وأن يقول إن تصويت الأمم المتحدة بهذه الأغلبية الكبيرة هو بمثابة وصول هتلر إلى السلطة فى ألمانيا عام ١٩٣٣.

فكأنه يرى فى قيام دولة للفلسطينيين على أرضهم شبيهًا بقيام دولة النازى فى ألمانيا، وكأن الفلسطينيين نازيون كلهم فى نظره، وكأن النازى هو الذى يطالب بأرضه المحتلة، وكأن الأطفال والنساء والمدنيين الذين لقوا حتفهم فى قطاع غزة نازيون.

فى المرة الأولى كان القذافى يمزق نسخة من الميثاق لاعتراضه على عجز الأمم المتحدة عن القيام بدورها المفترض بين الدول.. وفى المرة الثانية كان المندوب الإسرائيلى يمزق نسخة من الميثاق نفسه لاعتراضه على قيام الأمم المتحدة بدورها المفترض بين الدول.

ولم يكن أحد يتخيل أن يتغير حال العالم فى ١٥ سنة بهذه السرعة، ولا كان أحد يتصور أن تكون المسافة من ٢٠٠٩ إلى ٢٠٢٤ كافية لأن ينقلب حال العالم إلى هذا الحد، فيصبح الصحيح فى أيام القذافى، خطأ وربما خطيئة فى أيام جلعاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمزيق الميثاق تمزيق الميثاق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon