بقلم - سليمان جودة
كتبت فى الزميلة الوفد، صباح الأربعاء، عن الطالبة يمنى أحمد الخضيرى، ابنة قنا التى أدعو إلى أن تكون حكايتها المثيرة أمام عين كل طالب يرغب فى أن يكون التفوق عنوانه، وكذلك أمام كل طالبة تحب أن يكون نبوغها حديثاً لا ينقطع بين الناس!.
وعندى مفاجأة سارة للغاية، أريد أن أزفها إلى يمنى.. ولكن.. ليس قبل أن أحكى جانباً من حكايتها الفريدة.. فالبنت كانت فى الثانوية العامة هذه السنة، وكانت- كما اتضح فيما بعد- قد عقدت العزم على أن تكون الأولى دون منافس، ليس على مستوى مدرستها فى مدينة قوص، حيث عاشت ودرست، ولا على مستوى المدينة ذاتها، ولا حتى على المحافظة كلها، وإنما على مستوى الجمهورية بالكامل!.
وعندما ظهرت النتيجة، قبل أربعين يوماً من الآن، كانت من بين الأوائل فعلاً، وكان ترتيبها الرابعة أو الخامسة تقريباً بينهم، وكان مجموعها الكلى، الذى يقل عن الدرجة النهائية بدرجتين اثنتين، يؤهلها للالتحاق بأى كلية تشاء.. أى كلية دون استثناء!.
ولكن هذا لم يكن يسعدها فيما يبدو.. فما يسعدها أن تكون الأولى.. الأولى تماماً.. الأولى دون منافسة من أحد.. فماذا تفعل؟!.
كل ما فعلته أنها طلبت إعادة تصحيح ورقة إجابتها فى مادة الفيزياء، التى حصلت فيها على ٥٨ درجة من ٦٠، لأنها تظن أن الدرجة النهائية من حقها، وأنها مظلومة فى هاتين الدرجتين، وأنهما لها، وأن أى عملية إعادة تصحيح عادلة سوف تعيدهما إليها!.
وهذا ما كان بالضبط!.
فلقد قرروا إعادة تصحيح ورقة إجابة الفيزياء، تحت ضغط منها، وأمام إصرار لم تتراجع فيه خطوة واحدة، وكانت النتيجة أنها حصلت على حقها فى الفيزياء، فصارت من بعدها حاصلة على الدرجة النهائية فى جميع المواد، وأصبح مجموعها الكلى كالتالى: ٤١٠ من ٤١٠، ثم كان الطبيعى أن تعيد الوزارة ترتيب الأوائل، لتضع يمنى على القمة دون منازع على جميع طلاب علمى علوم!.
أما المفاجأة التى أحملها إلى يمنى، فهى أن الأستاذ محمد فريد خميس قد قرر، حين قرأ سطورى عنها، تقديم منحة دراسية مجانية كاملة إليها، فى الجامعة البريطانية فى القاهرة، أو فى أكاديمية الشروق، مع إقامة وإعاشة فى أثناء الدراسة على نفقته أيضاً!.
يوم النتيجة كانت المفاجأة من ابنة قنا، واليوم المفاجأة لها، فشكراً للرجل.. ومبروك ليمنى.. وأهلاً بكل متفوق!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع