توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توجيه رئاسي مُعتبر!

  مصر اليوم -

توجيه رئاسي مُعتبر

بقلم - سليمان جودة

أريد هنا أن أفكر بصوت مسموع، وأرغب فى أن يصل هذا التفكير المسموع إلى مكتب الرئيس، لا لشىء، إلا لأن الأمر الذى أفكر فيه، يحظى بدعم كبير من الرئيس، بشكل شخصى، وأيضاً بشكل واضح لكل ذى عينين، وظاهر أمام كل متابع!.

ففى صباح السبت، أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول، التوقف عن استيراد الغاز، ابتداءً من أول هذا الشهر، ثم أعلن أن خطوة كهذه سوف توفر لنا ٢٥٠ مليون دولار، كنا نستورد بها غازاً فى كل شهر.. وبالورقة والقلم يتبين أن حجم ما سوف يتوفر لنا، يصل إلى ثلاثة مليارات من الدولارات فى كل سنة، وبالجنيه يصبح الرقم ٥٥ ملياراً على وجه التقريب!.

وفى اليوم نفسه، أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أن أمامنا عشر سنوات حتى نصل إلى فصول ذات كثافة معقولة فى مدارسنا، وأننا فى حاجة إلى ١٠٠ مليار جنيه، لبناء ٢٠٠ ألف فصل، إذا أردنا أن تكون لدينا فصول ذات كثافة طبيعية!

والكثافة الطبيعية هى أن يجلس ٢٥ طالباً، لا أكثر، فى الفصل الواحد.. أما أن يجلس ١٢٠ طالباً فى كثير من فصول الجيزة، وفى فصول محافظات أخرى، فضلاً عن الجلوس على الأرض، أو على حصيرة، فهذه معناه أن كل تعليم متطور نحاول تقديمه فى مدارسنا، سوف يظل يصب خارج الكأس!.

وسؤالى هو: هل يمكن صدور توجيه رئاسى، بتحويل المبلغ المتوفر من التوقف عن استيراد الغاز، إلى حساب خاص يتولى إنشاء فصول دراسية تضاف إلى المدارس، أولاً بأول؟!.. إن صدور توجيه رئاسى بهذا المعنى سوف يؤدى، تلقائياً، إلى النزول بالسنوات التى يراها الوزير شوقى مطلوبة، لتحقيق كثافة عادية فى فصولنا، من عشرة أعوام إلى عامين اثنين!.

وعدم صدور توجيه رئاسى بهذا المعنى، سوف يؤدى بدوره إلى أن ننتظر السنوات العشر، بما يعنى أن النظام الجديد الذى يبشر به الوزير شوقى، سوف يكون مُهدداً فى أساسه، لأنك لا يمكن أن تضمن نجاح عملية لتطوير التعليم، فى غير وجود مدرسة تستوعب طلابك، ويجد فيها كل طالب مقعداً مريحاً يساعده على الفهم، وعلى الاستقبال، وعلى الاستيعاب!.. لا يمكن!.

إذا فكرنا بهذه الطريقة فى المليارات الثلاثة المتوفرة، فلن يكون الأمر توجيهاً رئاسياً مُعتبراً، ومُقدراً، وحسب، ولكنه سيمثل خدمة جليلة لنظام تعليمى بأكمله، وسيكون بمثابة هدية شخصية ثمينة من الرئيس إلى كل تلميذ يقصد مدرسته فى الصباح، فلا يجد مقعداً، فيعود بائساً، وتعيساً، وحزيناً، وإذا نام فى ليلته عاد فى اليوم التالى يتجدد فى داخله الأمل، لعل مقعده الغائب يكون فى انتظاره!.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توجيه رئاسي مُعتبر توجيه رئاسي مُعتبر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon