توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل عرف الرئيس؟!

  مصر اليوم -

هل عرف الرئيس

سليمان جودة

المحيطون بالرئيس لن يكونوا أمناء معه، كما يجب، إلا إذا عرضوا عليه موجزاً عن تقرير جهاز الإحصاء المفُزع، الذى يتعرض لحوادث الطرق فى البلد، خلال سنة واحدة!.

ولن تكتمل الأمانة معه، من جانبهم، إلا إذا صارحوه بأن الأرقام الواردة فى التقرير تخص عام 2015 فقط، وأن هذا العام قد بدأ بعد أن كان الرئيس قد قضى ستة أشهر فى منصبه، وبعد أن كان قد بدأ بالفعل فى إنشاء شبكة طرق جديدة، كان هو قد تعهد بأن ينشئ منها 2500 كيلومتر فى كل سنة، من سنوات فترة رئاسته الأولى!.

المحيطون بالرئيس عليهم مسؤولية ربما تكون أكبر من مسؤولية الرئيس نفسه، لأنه من خلالهم يمكن أن يعرف حقيقة ما يدور من حوله، وفى البلد عموماً.. أو لا يعرف!.

وإذا عرف الرئيس منهم أن 25 ألف مواطن بين قتيل ومصاب، قد راحوا ضحية حوادث الطرق فى عام واحد، فلابد أنه سوف يسأل نفسه عندئذ، عما إذا كان البدء فى الشبكة الجديدة، التى هى إحدى النقاط المحسوبة له، قد منع عدد ضحايا الطرق من أن يرتفع، ثم عن معنى أن يصل عدد القتلى وحدهم إلى ستة آلاف، بمتوسط عشرين قتيلاً فى كل صباح!.

المعلومات قادمة من جهاز الإحصاء، وهو واحد من أجهزة الدولة، وليس جهازاً فى دولة عدو، ولا هو جهاز من بين أجهزة الخصوم، وحين يقول لنا بالأرقام، إن 20 مصرياً يفقدون حياتهم يومياً على الطرق، فهذا فى حد ذاته معدل مخيف، بل هو مرعب، ويجعل الذين يقرأونه خارج البلد يتساءلون فى ذهول عن شكل هذه الطرق عندنا، التى تأكل عشرين مصرياً فى كل طلعة نهار.. بخلاف المصابين الذين هم ثلاثة أضعاف!.

وفى كل مرة كان الرئيس يتحدث فيها عن شبكة الطرق الجديدة، كنت أقول إنها من حسناته، وكنت فى كل مرة أيضاً أطلب منه أن ينتبه إلى أن بقاء شبكة الطرق القديمة، بامتداد 24 ألف كيلومتر، على حالها الراهن، سوف يحول حسناته، فى هذا المجال تحديداً، إلى سيئات فى النهاية، وسوف يظل يسحب من رصيده، باستمرار.

ماذا أفعل لو كنت فى مكانه؟!.. أطلب من الذين ينفذون الشبكة الجديدة، أن يعيدوا صيانة وترميم 5 كيلومترات من الشبكة القديمة، فى مقابل كل كيلومتر واحد، يجرى مده فى الشبكة الجديدة، وعندها سوف يشعر الملايين ممن يقطعون طرق الشبكة القديمة، يومياً، أن إنجازاً يتم، وأنه تحت أرجلهم، وأمام أعينهم!.

ضعوا تقرير «الإحصاء» الصادم أمام الرئيس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل عرف الرئيس هل عرف الرئيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon