توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

همس فى لندن!

  مصر اليوم -

همس فى لندن

سليمان جودة

فى لندن همس أحدهم فى أذنى، فقال: لا تصدق أن تردد الإنجليز فى إعادة سياحتهم إلينا يعود إلى أسباب أمنية تتعلق بمطار شرم، أو بغيره من المطارات، كما يقال!

قلت: إنهم يقولون دائماً إن الأسباب أمنية مجردة، وإن سائحهم عندما يكون آمناً على حياته سيزورنا فوراً!

قال: لا تصدق.. فهناك سبب آخر تماماً!

قلت: ما هو؟!.. ثم استدركت وأنا أحاول أن أستدرجه: لابد أنه يتصل طبعاً بتعاطفهم مع جماعة الإخوان بشكل عام، ورغبتهم فى إعادتهم للحياة السياسية كما تريد واشنطن.

قال: لا.. ولا هذه!

قلت: كيف؟!.. إن الإنجليز يتصرفون سياسياً فى مختلف القضايا المطروحة دولياً، على نحو ما يتصرف الأمريكان، وتظل لندن هى الأقرب فى كل أحوالها إلى اتجاه الإدارة الأمريكية على المستوى السياسى، أياً كان اسم الرجل الجالس فى البيت الأبيض!

قال: هذا قد يكون صحيحاً فى جانب كبير منه.. ولكن.. لو أنك قرأت جيداً التقرير الذى كان رئيس وزرائهم، ديفيد كاميرون، قد طلب إعداده عن نشاط الإخوان فى العاصمة البريطانية، فسوف تكتشف أنه يدين الجماعة الإخوانية، بشكل غير مباشر، إذ يكفى أنه ينسب إليها المسؤولية عن نشر فكر التطرف فى أنحاء العالم.. صحيح أنه لم يجد شيئاً يدينها الإدانة الجنائية التى كنا نتوقعها مباشرة، ولكن الإدانة غير المباشرة هى إدانة فى النهاية!

قلت: لقد حيرتنى.. ما السبب إذن فى أن سياحتهم لاتزال تبدو بعيدة عنا.

قال: كثيرون منذ حادث الطائرة الروسية يرون الظاهر فى القضية، ويتصورون أن حادث تلك الطائرة هو السبب الحقيقى، مع أن السبب، لمن يبحث عنه، مختلف كل الاختلاف.. إن موضوع الطائرة مجرد غطاء وراءه شىء آخر، هو الشىء الحقيقى، وهو أيضاً السبب الحقيقى!

قلت: لاتزال تلف وتدور، ولا تريد أن تقول شيئاً مفيداً، وكل ما تفعله أنك تفند كل الأسباب التى نعرفها، ثم لا تذكر أسبابك الخاصة التى تراها!

قال: لا تتعجل الأمر.. ولكن فقط انظر إلى حجم تعاملاتك الاقتصادية، كحكومة مصرية، مع فرنسا وألمانيا، مثلاً، وقارن بين حجم مشترياتك منهما، خصوصاً مشتريات السلاح، وبين ما اشتريته، كحكومة مصرية مرة أخرى، من حكومة كاميرون!.. وعندها سوف تفهم السبب الحقيقى الذى أريد أن أشير لك إليه، ولكل من يعنيه الأمر فى البلد، منذ البداية.. إنهم باختصار يريدون أن يقولوا لنا، إنهم فى هذا الاتجاه ليسوا أقل من برلين ولا من باريس!

ختم كلامه فقال: فتش يا صديقى عن حجم مشترياتك من باريس، وبرلين، وقارن بينه وبين حجم ما أخرجته من جيبك، ليذهب لخزانة حكومة كاميرون، خلال عامين مضيا.. فهذا هو السبب الحقيقى الذى يتهامسون به، كما أهمس لك به الآن، ولا سبب سواه.. وإذا كان هناك من يتصور سبباً آخر، فهو يخدع نفسه، قبل أن يخدع الإنجليز!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همس فى لندن همس فى لندن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon