توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر تبحث عنه!

  مصر اليوم -

مصر تبحث عنه

بقلم سليمان جودة

زائر لندن هذه الأيام يكتشف أنها مشغولة بأشياء كثيرة، وكبيرة، وأنها ليست مثل القاهرة الغارقة فى معاركها الصغيرة!

أما الأشياء الكثيرة، والكبيرة، فتبدأ من الاستفتاء الذى سيجرى الشهر المقبل، حول بقاء بريطانيا عضواً فى الاتحاد الأوروبى، أو خروجها.. فالناخب البريطانى هو الذى سيقرر، ولايزال ديفيد كاميرون، رئيس وزرائهم، يضع يده على قلبه، خشية أن تأتى نتيجة الاستفتاء مرجحة الخروج، على عكس رغبته وطموحه!

وتمر الأشياء الكثيرة، والكبيرة، بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية، التى تجلس على العرش منذ عام 1952، وتحتفل فى هذا العام بإطفاء 90 شمعة من عمرها الطويل!

ولا تنتهى الأشياء الكثيرة، والكبيرة، عند القمة العالمية التى حضرها ممثلون عن 50 دولة فى العاصمة البريطانية، من أجل هدف واحد هو البحث عن طريقة تحارب الفساد عالمياً، بشكل حقيقى، وليس بمجرد الكلام عن الفساد وعن الفاسدين!

هذه وغيرها تمثل أشياء كثيرة، وكبيرة، تملأ عقول وحياة الناس فى عاصمة الضباب.. غير أن هناك شيئاً آخر يزاحمها جميعاً، ويكاد يتفوق عليها إذا لم يكن قد فاقها فعلاً، من حيث مساحة الاهتمام الشعبى به، ومن حيث مدى السحر الذى لايزال يمثله فى عيون الجميع.. والغريب أنه ليس حدثاً سياسياً، ولا اقتصادياً، ولا ثقافياً، إنما هو حدث رياضى مجرد!

والمؤكد أنك قد استطعت أن تخمن الآن، وأن تتوقع أنى أتحدث عن فوز نادى ليستر سيتى بالدورى الإنجليزى الممتاز لأول مرة فى تاريخه!

ورغم مرور شهر على الفوز، إلا أنه لايزال يملأ الدنيا على الإنجليز، ولايزال بعضهم يصفه كحدث بأنه قد غيّر وجه الكرة البريطانية، ويكفى أن نعرف أن الرهان فى بداية الدورى على حصول النادى على بطولة الدورى كان نوعاً من المستحيل، لأنه عند بدء الدورى لم يكن يسعى إلى الحصول على البطولة، أو حتى يفكر فيها، بقدر ما كان يقاوم حتى لا يهبط من بين قاع الأندية المتصارعة على البطولة، إلى أندية الدرجة الثانية!

عندما تتأمل القصة على بعضها، يتبين لك أن كلمة سر واحدة كانت وراء المستحيل الذى تحول إلى ممكن فى النادى، ويتبين لك أن كلمة السر هذه اسمها: لانييرى!

أما «لانييرى» فهو مدرب الفريق، وهو رجل إيطالى، درّب أندية كبيرة من قبل، وقادها إلى الفوز، وكان وهو يوقع عقد تدريب ليستر سيتى يقطع خطوة فى اتجاه التوقيع، وخطوتين فى اتجاه الابتعاد، ولكنه وضع إمضاءه على العقد، وقرر بينه وبين نفسه أن يصنع مستحيلاً بالنادى المغمور!

القصة فى ليستر سيتى، هى قصة المدرب الإيطالى أساساً، لأنه أدرك من خلال وجوده فى النادى، أن البداية هى وضع كل لاعب فى مكانه، وتوظيف كل موهبة فى محلها، وتوجيه القدرات كلها فى اتجاه واحد يكون واضحاً أمام كل عين.

القصة فى ليستر سيتى تصلح درساً سياسياً لنا، من الطراز الأول، لأن ما قام به لانييرى فى النادى هو بالضبط ما لاتزال تحتاجه مصر!

كل البلاد التى صعدت بين الدول، مثلما صعد ليستر سيتى بين الأندية، كان فيها «لانييرى» الذى يخصها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تبحث عنه مصر تبحث عنه



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon