سليمان جودة
قبل رمضان بأيام، كان الرئيس قد استقبل خالد رامى، وزير السياحة، وكان الوزير قد خرج بعد اللقاء ليقول بأنه سوف يعمل على أن يكون نصيبنا من السياحة العالمية 20 مليون سائح فى 2020!
ولابد أن كل واحد من صناع السياحة فى البلد قد تمنى لو فعل الرئيس شيئاً مختلفاً، يوم استقبال الوزير، ثم تمنى أيضاً لو قال الوزير رامى كلاماً مغايراً.. كيف؟!
إننا الآن فى وقت الإجازات، وهو وقت يتاح فيه لمصريين كثيرين أن يروا شواطئنا وفنادقنا عن قرب، وعندما يرى كل واحد فينا إمكانات شواطئنا الممتدة ألف كيلو متر شمالاً، ومثلها شرقاً، ثم عندما يرى إمكاناتنا الفندقية بامتداد 2000 كيلومتر، ويقارن بينها وبين نصيبنا السنوى المتواضع من السياحة العالمية، يدرك على الفور أن هناك خللاً، وأن إصلاح هذا الخلل فى يد رأس الدولة على طريقة قناة السويس الجديدة التى يبدأ العمل التجريبى فيها السبت المقبل، ولم تكن قبل عام من الآن سوى تلال من الرمال!
وما أعنيه بوجود الحل فى يد الرئيس أنه فى يوم استقبال الوزير، قبل رمضان، كان فى حاجة إلى أن يدعو العشرة الكبار فى صناعة السياحة عندنا، ليكونوا حاضرين اجتماعه بالوزير، وكان الهدف من وجودهم أن يكونوا أولاً مسؤولين إلى جانب الوزير «رامى»، وأيضاً إلى جانب أى وزير يأتى من بعده، عن تحقيق طموحنا الطبيعى فى عالم السياحة، وأن يصارحوا الرئيس بما يحتاجونه، ليأتى إلينا فى ظرف عام بالضبط من تاريخ الاجتماع 30 مليوناً، لا عشرون.. فلسنا أقل من تركيا، التى لا تملك إمكاناتنا، ولا شواطئنا، ومع ذلك يأتيها 35 مليوناً فى كل عام.
فى يوم اجتماع الرئيس مع الوزير رامى، لم يشهد الاجتماع سوى السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى للرئاسة، ولا نعرف بالتالى ما الذى قاله الرئيس للوزير، ولا العكس، ولا نضمن كذلك أن تتحقق حكاية الـ20 مليوناً فى 2020، لأن «القافية» تبدو غالبة عليها، أكثر من أى شىء آخر، ولأننا لا نضمن أصلاً أن يكون «رامى» فى الوزارة، فى هذا التاريخ، بما يعنى أننا، عندها، لن نجد أحداً نحاسبه باعتباره مسؤولاً قال كلاماً، وعليه أن يطبقه وينفذه.
إننى أدعو الرئيس إلى أن يدعو العشرة الكبار، فى صناعة السياحة، إلى اجتماع كهذا، وأن تكون رسالته إليهم وإلى الوزير، فى أول الاجتماع، موجزة هكذا: بما أن متوسط إنفاق السائح فى حدود ألف دولار، وبما أن نصيبنا العادل 30 مليوناً من السياح، فإننى أريد هذا الرقم، وأريد من ورائه 30 مليار دولار، وسوف أوفر لكم ما تحتاجون خلال مدى زمنى محدد بعام كامل، كقناة السويس تماماً.. ثم يختتم الرئيس كلامه قائلاً: انتهى الاجتماع، وسوف أجتمع بكم بعد عام من تاريخه، لأرى، وسوف أسخِّر كل إمكانات الدولة، خلال العام، من أجلكم، ومن أجل هذا الهدف!.. افعلها يا سيادة الرئيس وسوف ترى ونرى.