توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغربى يخطب من ورقة

  مصر اليوم -

مغربى يخطب من ورقة

سليمان جودة

فى مدينة طنجة المغربية، صليت الجمعة فى مسجد سوريا الذى أنشئ عام 1974 تكريماً لعدد من الشهداء المغاربة، كانوا قد شاركوا الإخوة فى سوريا حرب 73.

ومنذ أن عاد الشهداء إلى أرض بلادهم، فإن المسجد ظل يحمل اسم الأرض التى استشهدوا فيها، بعد أن افتتحه الملك الراحل الحسن الثانى، فى ذكرى جلوسه على العرش عام 1975.

كان خطيب المسجد يقرأ من ورقة، ولم يكن يرتجل شيئاً إلا الدعاء الأخير، وكانت خطبة قصيرة لم تتجاوز العشر دقائق، بقدر ما كانت مفيدة، وكان الرجل يحث الناس على مكارم الأخلاق، وينقل عن الرسول الكريم قوله إن أقرب الناس إليه يوم القيامة هم الأحسن أخلاقاً دون سواهم.. والمعنى أنه (عليه الصلاة والسلام) لم يذكر أن الأكثر عبادة سيكون الأقرب إليه، ولكنه الأحسن أخلاقاً دون غيره، لأن الدين إذا كان منقسماً إلى عبادات وإلى معاملات، فالأولى تظل بينك وبين ربك، والثانية تبقى دائماً بينك وبين الآخرين.

ولا أستطيع أن أنسى ما قاله الدكتور حسام بدراوى، قبل أيام، عن أن المتطرف هو الذى ينشغل بعلاقة الآخرين بالله، وأن المعتدل حقاً هو من ينشغل بعلاقته هو بربه.

لم أجد فى كلمة الخطيب المغربى المكتوبة مشكلة من أى نوع، على نحو ما ثار عندنا قبل أسابيع، بما يعنى أن المشكلة ليست فى أن تكون مكتوبة، أو تكون مرتجلة، ولكن المشكلة دائماً فى مضمونها، وفى «رسائلها» إلى كل شخص يتلقاها عن الخطيب، فإذا كانت ذات مضمون حقيقى، وإذا كانت تحمل رسالة إيجابية لكل سامع لها، فلا مشكلة عندئذ فى الطريقة التى سوف تصل بها إلى سامعها.

وحين قرأت، يوم الثلاثاء الماضى، أن هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف قد رفضوا بالإجماع الخطبة المكتوبة التى كان وزير الأوقاف الدكتور جمعة قد اقترحها، لم أشعر بأى راحة، لأنى كنت أتوقع أن تقدم الهيئة البديل، لا أن ترفض وفقط!

إن هناك فرقاً بين أن أرفض أنا، أو ترفض أنت، الخطبة المكتوبة، لأسباب تخص كل واحد منا، وبين أن ترفضها هيئة مثل هيئة كبار العلماء، فتقول إنها ترفضها للأسباب الفلانية، وإن حال الخطبة المرتجلة حالياً، لا يعجبها، وإن البدائل هى كذا.. وكذا.. على وجه التحديد.

إن مجرد الرفض يشير إلى أن التنسيق المسبق بين كيانين كبيرين، مثل الأزهر الشريف والأوقاف غير قائم، ولا أعرف أين تقف مؤسسة ثالثة كبيرة، مثل دار الإفتاء، من هذا الملف، وكل ما أخشاه أن يكون رفض الهيئة للخطبة المكتوبة هو من قبيل الكيد للوزير جمعة.. لا أكثر! والمؤكد أننا فى ظرف لا يحتمل هذا أبداً ولا يطيقه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربى يخطب من ورقة مغربى يخطب من ورقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon