توقيت القاهرة المحلي 09:41:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

6 أغسطس.. له ما بعده!

  مصر اليوم -

6 أغسطس له ما بعده

سليمان جودة

إذا كان لى أن أطلب شيئاً من الرئيس السيسى، ومن رئيس وزرائه المهندس محلب، فيما بعد 6 أغسطس، فهذا الشىء هو أن يبدأ كلاهما عمله، فيما بعد هذا التاريخ، وأمام عينيه ما حدث فى المجتمع الأمريكى بعد حرب أكتوبر 73، ثم يذهب كلاهما إلى تطبيقه فى مجتمعنا بكل همة ممكنة.

وقتها، كما يذكر كل مصرى، بل كل عربى، قرر الملك فيصل، يرحمه الله، التضامن معنا كاملاً، فى الحرب، بأن أغلق حنفية البترول عن الولايات المتحدة، وعن دول الغرب المساندة لإسرائيل ضدنا وضد العرب، وكان أن قفز سعر البرميل فى السماء كما لم يقفز من قبل، وكان أن اكتوى الأمريكان بالأسعار الجديدة، ثم كان أن فكروا فى طريقة يتجنبون بها ما حدث، مستقبلاً، فغيروا سياراتهم الكبيرة التى تستهلك الكثير من البنزين، وجاءوا فى مكانها بسيارات يابانية أصغر، تستهلك بنزيناً أقل!

أنت، فى حالة كهذه، لست أمام شعب أمريكى تأثر بتداعيات منع البترول عنه، ففكر فى بدائل أخرى مؤقتة، أو حتى دائمة وفقط، ولكنك أمام شعب قرر أن يغير من عاداته وتقاليده فى الاستهلاك، وهى مسألة صعبة للغاية، خصوصاً عندما تكون على مستوى شعب بكامله، غير أنهم فعلوها وبنجاح!

تلك تحديداً هى الفكرة التى أريد أن تكون هى الشغل الشاغل لرئيس الدولة، ورئيس الحكومة، فيما بعد افتتاح القناة الجديدة، لأن افتتاحاً كهذا أتصور أنه يؤسس لمرحلة جديدة، ثم مختلفة، من العمل الوطنى المنجز على كل مستوى.

وما أقصده ليس العمل على تغيير عادات الناس وسلوكياتهم فيما بعد 6 أغسطس، على مستوى السيارات واستهلاكها من البنزين، وفقط.. لا.. إن موضوع السيارات وبنزينها مجرد جزء من الموضوع ولا يمثله كله، لأننا أحوج الناس إلى أن نغير من عاداتنا وسلوكياتنا فى مواقع العمل، والاستهلاك بشكل عام وليس فى البنزين أو الطاقة عموماً وحدهما، فللعمل الجاد، والمنتج، تقاليد وأصول لا نراها حاضرة فى أغلب عملنا، ولابد أن تكون حاضرة، وأن تكون مرعية.

إن وقوع مأساة مركب الوراق، أثناء الاستعداد لافتتاح القناة الجديدة، فى موعدها بالضبط، رغم أنف الإخوان الأغبياء والمتعاطفين معهم الأشد غباءً، إنما يدل على أن الانضباط الموجود فى القناة غائب كقيمة فى العمل عن النيل لمسافة ألف كيلو متر، وأن القناتين الجديدة والقديمة إذا كان لهما صاحب يجعل العمل فيهما بانضباط ساعة سويسرية، فإن النيل يبدو من واقعة المركب بلا صاحب، وبلا قيم فى العمل تحكم ما بين شاطئيه!

الشعب الأمريكى لم يغير عاداته فى الاستهلاك، بعد 73، من تلقاء نفسه، ولكنه وجد حكومة ترشده، وتوجهه، وتأخذ بيده، وتضبط أداءه العام، ثم لا تتساهل فى ذلك ولا تساوم ولا تفاصل.. وهو ما لا بديل لنا عنه إذا أردنا ما بعد 6 أغسطس بانضباط وإنجاز قناتنا الجديدة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 أغسطس له ما بعده 6 أغسطس له ما بعده



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon