توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

7 بالليل!

  مصر اليوم -

7 بالليل

سليمان جودة

رغم أن ما أعلنته اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، فى السابعة من مساء أمس الأول، لم يكن جديداً، أو بمعنى أدق لم يأت بجديد، ورغم أن المستقر لدى الجميع، على مدى أيام مضت، كان أن الفائز فى سباق الرئاسة، هو فلان تحديداً، فالملايين كانوا، فيما بدا، يقفون على أطراف أصابعهم، وكانت قلوبهم تدق بقوة، فى اللحظة التى أعلن فيها المستشار أنور العاصى، رئيس اللجنة، اسم الفائز على مرأى ومسمع من العالم!
قارنت، من جانبى، بين تلك اللحظة، ومثيلتها فى انتخابات 2012، فأحسست بفارق هائل لصالح الأولى، بل أحسست بأنه لا وجه للشبه، ولا للمقارنة بينهما!
ففى 2012، نذكر جيداً كيف خلت الشوارع تماماً من المارة فى عز الظهر، ونصح كل واحد الآخر بألا يكون متواجداً فى الشارع لحظة إعلان اسم الفائز، لأن الجماعة الإخوانية، التى تتكلم فى كل ساعة، بما قال به الله - تعالى - وبما قال به رسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - كانت قد هددت بأنها ستحرق البلد، إذا لم تعلن اللجنة فوز مرشحها الإخوانى!
لك، إذن، أن تتصور مدى فزع اللجنة، يومها، ومدى رعبها، إذا تبين لها فى أوراقها أن الفائز ليس المرشح الإخوانى.. ثم لك أن تتخيل مدى خوف الناس، من أن تؤدى لحظة فرح كهذه إلى عنف فى كل مكان، لا لشىء إلا لأن اسم الفائز لن يكون على هوى جماعة بعينها!
ثم إن عليك أن تذكر، الآن، كيف روعت الجماعة الإخوانية الناس فى يوم، المفروض فيه أنه يوم بهجة، وكيف جعلتهم يلزمون بيوتهم غصباً عنهم، فلا ينزلون إلى الشارع، لأن الإخوان «المسلمين» فى انتظارهم.. نعم الإخوان «المسلمين».. مع وضع الكلمة الأخيرة بين أقواس، لينتبه الذى لم ينتبه إلى أن هذا كله وغيره، كانت الجماعة تمارسه، ولاتزال، وهى تحمل شارة الإسلام، بكل أسف، على صدرها!
ليس هذا فقط، وإنما عليك أن تذكر أن المرشح الإخوانى عندما جاء ليلقى كلمة، بعد إعلان فوزه، اضطراراً من جانب اللجنة فيما يبدو، قد راح يخاطب عشيرته وأهله، ويقدمهم على كل الذين هم سواهم، بينما وقف المرشح الفائز، هذه المرة فى 2014، يخاطب المصريين جميعاً، دون أن يميز بينهم!
بل إن عليك أن تتوقف أمام المرشح الفائز، أمس الأول، وهو يذكر اسم المرشح المنافس أمامه، ثم يشكره، ويدعوه، مع غيره، إلى أن نعمل جميعاً، من أجل وطن واحد لابد أنه يتسع للكل، دون تفرقة بين واحد وآخر، على أى أساس!
توقف من فضلك هنا، ثم ارجع بذاكرتك إلى اللحظة ذاتها، فى 2012، وكيف أن مرشحها الفائز لم يذكر المرشح المنافس أمامه، من قريب، ولا من بعيد، وهو لم يتوقف عند حدود أنه تجاهله فى كلمته، وإنما راح يطارده هو وجماعته، فيما بعد الانتخابات حتى اضطره إلى أن يغادر البلد، لاجئاً فى دولة الإمارات العربية، إلى اليوم!
تقاطر هذا كله وغيره فى ذهنى، وأمام عينى، 7 بالليل، أمس الأول، فأردت أن أجعلك شريكاً معى فيه، قبل أن تفلت اللحظة من بين أيدينا، بضغط لحظات أخرى مقبلة من بعدها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

7 بالليل 7 بالليل



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon