توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إحراج الرئيس!

  مصر اليوم -

إحراج الرئيس

سليمان جودة

إذا كنت أنت، كمصرى محب لبلده، قد انزعجت بشدة، بسبب سلوك غير طبيعى للحكومة البريطانية، إزاء الرئيس السيسى فى أثناء وجوده على أرضها، فلن تنزعج أبداً، لو تأملت المسألة على بعضها فى هدوء!

فالخارجية البريطانية قررت، فى أثناء وجود الرئيس، تعليق رحلات طيرانها إلى شرم.. وكانت أصول اللياقة كلها تقول، بأن قراراً كهذا، لا يليق أن يصدر، فى أثناء وجود رئيسنا هناك!

ثم إن الحكومة ذاتها راحت فى الأثناء نفسها، تسرب كلاماً، عن أن الطائرة الروسية التى سقطت فوق سيناء، الأسبوع الماضى، ربما تكون قد سقطت بصاروخ!.. وهو كلام لا يقوم عليه أى دليل!

وفيما يخص الطائرة، فإن الرئيس الروسى بوتين، قد بادر بالاتصال برئيس الحكومة البريطانية متسائلاً فى غضب، عن الشىء الذى يعطى ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة فى لندن، أى حق فى أن يتكلم فى مسألة كهذه ليست من شأنه.. فالطائرة التى سقطت، طائرة روسية، لا بريطانية، واللجنة التى تشكلت لتقول الكلمة الأولى والأخيرة فى الحادث، تضم ألمانيا، وفرنسا وأيرلندا إلى جانب مصر وروسيا بالطبع، وبالتالى فهذه الدول الخمس هى وحدها التى تملك الكلام فى الموضوع، وإذا تكلمت فليس الآن، وإنما بعد انتهاء اللجنة من عملها.. بعد وليس قبل.. ومع ذلك فإن الخواجة كاميرون لم يهتم بهذا كله، وراح يشوش على القضية كلها!

أما حكاية صدور قرار تعليق رحلات شرم، فى أثناء وجود الرئيس، فهى مقصودة، وليست تلقائية!

هى مقصودة لأن وراءها فى ظنى ثلاثة أسباب أولها سبب عام، وهو أن شعب مصر لايزال يدفع ثمن فرض إرادته فى 30 يونيو 2013، وهذا ما يجب أن يكون راسخاً فى عقل كل مصرى مخلص لهذا الوطن، إذ لا يجوز أبداً أن ننسى أن بريطانيا كانت هى فى عام 1928 وراء نشأة جماعة الإخوان، لتظل شوكة فى حلق الحركة الوطنية، وفى خصر البلد.. فكيف تنسى لندن هذا، حتى ولو كان الرئيس عندهم، وبدعوة منهم.. كيف؟!

والسبب الثانى، أنك كبلد، تدفع ثمن انفتاحك على روسيا، رغم أنك تؤكد عن حق، فى كل مناسبة، أن انفتاحاً من هذا النوع ليس على حساب علاقاتك بأحد، وخصوصاً الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكننا لا يجب أن ننسى، أن هذه الدول لا تغفر، ولا تنسى!

والسبب الثالث، أنك تدفع أيضاً ثمن تأييدك لعمليات الروس ضد الإرهاب فى سوريا.. إذ من السذاجة أن نتصور أن الولايات المتحدة، أو حليفتها بريطانيا، يهمهما القضاء على الإرهاب هناك.. ساذج جداً كل شخص يتصور هذا.. فالإرهاب صناعتهما فى الأساس، والذى يصنع الإرهاب لا يمكن أن يكون هو الذى سوف يقضى عليه.. لا يمكن.

بقى أن أقول إن الهدف كان هو إحراج الرئيس، وإن الرئيس الذى يؤيده شعبه لا يمكن إحراجه، حتى ولو كان الكيد له فى لندن، أو فى غير لندن، أضعاف هذا مرات، بشرط أن يجيد الرئيس «توظيف» تأييد الشعب له، وهو ما لم يحدث بما يكفى حتى الآن، وبكل أسف.. إن الرئيس لديه رصيد هائل عندنا، ولكنه لأسباب ليست مفهومة، يبدده!.. وأرجوه أن يتدارك الأمر بسرعة، ودون أى إبطاء، إذ لا وقت لدينا، ولا عنده، نضيعه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحراج الرئيس إحراج الرئيس



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon