توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إخوان تونس!

  مصر اليوم -

إخوان تونس

سليمان جودة

قبل أن أذهب إلى تونس، الأسبوع الماضى، كنت قد توقفت عند شيئين، أولهما تصريح للرئيس التونسى الباجى قائد السبسى عن «حركة النهضة» فى بلاده، وثانيهما كلام للحركة ذاتها عن نفسها!

أما حركة النهضة، فيمكن وصفها بأنها تمثل إخوان تونس، مع وجود فوارق بالطبع، بينها هناك وبين «الإخوان» هنا.. ويمكن إيجاز الفوارق كلها فى أن إخوان تونس لهم عقل، وأن الإخوان عندنا بلا عقل، كما سوف نرى حالاً.

فالرئيس التونسى قال فى تصريحه إن حركة النهضة أصبحت تعتمد على الإسلام التونسى المعتدل وتخلت عن الإسلام السياسى، وأن تجربة الحكم الحالية التى يأتلف فيها حزب نداء تونس، برئاسة السبسى نفسه وبين حركة النهضة «إيجابية» وتتحسن.

ولابد أن أى متابع للأمور فى تونس سوف يلاحظ أن كلام الرئيس التونسى صحيح إلى حد كبير، وأن «النهضة» عندهم توقفت عن التفكير فى الحكم، باعتباره غاية فى حد ذاته، وصارت تراه وسيلة لتحقيق مصالح الناس على الأرض، وهى فى هذه المسألة تقترب من أسلوب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى المغرب.. فهو حزب يصف نفسه دائماً بأنه يقوم على مرجعية إسلامية، وأنه ليس حزباً إسلامياً، وأنه جاء إلى السلطة من أجل حل مشاكل الناس، وليس من أجل فرض رؤيته للإسلام عليهم.

وفى مقابل كلام رئيس تونس، عن حركة النهضة، كانت الحركة تقول فى الوقت ذاته، إنها تجهز لمؤتمرها العام العاشر فى إبريل المقبل، وإن المؤتمر سوف يكون فرصة تراجع فيها أفكارها، فى هدوء، وإنها خلاله سوف تعيد النظر فى مسيرتها أثناء السنوات القليلة الماضية داخل الحكم وخارجه، وتحديداً منذ قامت الثورة على زين العابدين بن على، فى يناير ٢٠١١، وأن كل شىء سوف يكون محل مراجعة فى المؤتمر، بما فى ذلك اسم الحركة ذاته، الذى من الوارد أن يتغير!

أنت إذن، أمام حركة إسلامية مفتوحة العقل والقلب، وتريد أن تعيش فى القرن الحادى والعشرين، وما بعده، لا أن تسجن الناس معها فى تصورات وأفكار قرون مضت.. وهو ما لا يريد إخوان مصر أن يفهموه أو يستوعبوه حتى هذه اللحظة.. إن «النهضة» كانت فى الحكم قبل مجىء الرئيس قائد السبسى، وعندما أحست بأن الرأى العام فى بلدها لا يبتلع فى غالبيته وجودها فى الحكم، وأن مشاكل البلد أكبر من قدراتها، ومن إمكاناتها، غادرت مقاعد السلطة على الفور، ولم تناقش، لأن الحكم عندها ليس غاية، ولكنه وسيلة لغايات.

تسألنى عن أسباب هذا الفارق الجذرى بين إخوانهم وإخواننا، فأقول إنه التعليم بالأساس، الذى كان متطوراً لديهم، ولايزال، بما أدى إلى إنتاج أجيال من التوانسة، تعرف حركة النهضة أنها لا تستطيع خداعهم، ثم كان وجود قيادات الحركة فى أوروبا لسنوات سبباً آخر، جعلهم يرون أن الدنيا أرحب من السجن الذى حبس الإخوان أنفسهم فيه.. سجن الأفكار، قبل سجن الأبدان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان تونس إخوان تونس



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon