توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب دول.. لا أفراد

  مصر اليوم -

إرهاب دول لا أفراد

سليمان جودة

تفجيرات سيناء التى جرت، مساء الخميس، تفرض علينا أن نعيد من جديد طرح ما كنا قد أعلناه على العالم، فى مؤتمر جدة الذى انطلق منه تحالف الحرب على تنظيم «داعش»، وأن نظل نطرحه على الدنيا، فى كل يوم.

طبعاً.. هناك جهد آخر كبير، ومطلوب بشدة، وبسرعة، على مستوى الداخل، وهو جهد سبق إلى الإشارة إليه غيرى، كما أن أجهزة الدولة المعنية لابد أنها تدرك تماماً ماذا عليها أن تفعل، بعد عملية بهذا الحجم، وعلى هذا المستوى.

غير أن ما يجعلنى أعود إلى ما قلناه على لسان وزير خارجيتنا فى مؤتمر جدة، هو أن هناك فرقاً جوهرياً، كما هو واضح، بين عمليات التفجير البدائية، والعبيطة، التى تتم، أو يُجرى إحباطها، فى القاهرة والمحافظات، وبين عمليات سيناء بوجه خاص، ثم العمليات التى تستهدف قواتنا المسلحة بشكل أخص.

ففى هذه الأخيرة، تكتشف أن وراءها تخطيطاً وتدبيراً، وتمويلاً لا يمكن أن يقوم به أو يقدر عليه أفراد، ولا حتى جماعات، مهما كانت قوتها، وإنما وراءها جهد من جانب دول، وعلى مستوى دول، وبقصد من دول.

وهناك، بالتالى، علاقة مباشرة بين جهد ضدنا، كهذا، وبين خطابنا السياسى الواضح الذى جرى إعلانه على المجتمعين فى جدة وقتها، وهو ما لم يعجب عدداً لا بأس به من مندوبى الدول الحاضرة، إما لأنهم كانوا يعتقدون أن القاهرة تبالغ بعض الشىء فيما قالته، وإما لأنهم كانوا يدركون تمام الإدراك أننا نعنى ما نقول، وما يجب أن يقال، باعتباره الحقيقة الظاهرة أمام كل عين، ولكنهم لأسباب تخص مصالحهم مع الجماعة الإخوانية غضوا البصر عما قلناه بوضوح كامل!

كانت مصر تقول فى جدة، ولاتزال تقول بطبيعة الحال، إن مقاومة الإرهاب لا تتجزأ، وإن موقف العالم منه، يجب أن يكون واحداً، فلا ينتبه هذا العالم إلى إرهاب «داعش» ويفتح عليه عينيه فى غرب العراق، وفى شرق سوريا، ثم يغمضهما عنه هو نفسه فى سيناء، وفى مصر عموماً، وفى ليبيا، وفى.. وفى.. إلى آخره!

ثم كانت مصر تقول فى جدة، وفى غير جدة، من بعدها، إن العالم إذا كان جاداً فى مقاومة الإرهاب، فلابد أن يكون له موقف من أطراف إقليمية فى منطقتنا ترعى الإرهاب وتدعمه، وتغذيه، وتموله.. ولم يكن هناك ما هو أوضح من موقف تركيا، فى هذا الاتجاه.

وإلا.. فهل ينسى أحد أن وزير خارجيتها رفض التوقيع على البيان الختامى فى مؤتمر جدة؟!.. وإذا كان قد برر موقفه فى حينه، بأن لهم رهائن لدى «داعش» فى الموصل، فهل اختلف الموقف بعد عملية إطلاق الرهائن، التى تمت بعد انتهاء أعمال المؤتمر بأيام؟!.. وهل عرف أحد، ماذا تم، بالضبط، بين «داعش» وبين تركيا، لإطلاق الرهائن؟!.. وهل اختلف الموقف التركى، بعدها، إزاء «داعش» عنه قبلها؟!

الإرهاب الذى تواجهه مصر هو إرهاب دولى، قبل أن يكون إرهاب أفراد، أو جماعات، ومن المهم أن يقال هذا باستمرار، حتى يكون الرأى العام فى مصر، وفى خارجها، على بينة من أمره، ثم من أجل هدف آخر أهم، وهو أن يوضع المجتمع الدولى، دوماً، أمام مسؤوليته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب دول لا أفراد إرهاب دول لا أفراد



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon