توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابنة محلب!

  مصر اليوم -

ابنة محلب

سليمان جودة

لا أعرف ما إذا كان المهندس إبراهيم محلب عنده ابنة أم لا، ولكن ما أعرفه، مع غيرى، أنه عندما استقبل الطالبة مريم ملاك قد وعدها بأنه سوف يعاملها كأنها ابنته.

ومريم، كما يعرف المتابعون لحكايتها، كانت قد دخلت امتحان الثانوية العامة هذا العام، ثم فوجئت عند إعلان النتيجة بحصولها على صفر فى جميع المواد، ماعدا اللغة العربية، التى حصلت فيها على درجة ونصف الدرجة، رغم أنها، فيما سبق من دراستها، كانت متفوقة باستمرار!

وطوال أكثر من شهر، لم يفلح أحد فى حل مشكلة البنت، بمن فى ذلك وزير التعليم نفسه، ولم يكن هناك مفر، فى النهاية، سوى أن يتدخل رئيس الوزراء شخصياً، ويستقبلها، ويعطيها وعداً بأنه سوف يعاملها كابنته، إلى أن تجد مشكلتها حلاً.

ولابد أن وصول المشكلة إلى مكتب رئيس الوزراء معناه أن كل الذين تصدوا لها، أو كان عليهم أن يتصدوا لها، قبل رئيس الحكومة، إنما هم مسؤولون فاشلون، وأن عليهم أن يغادروا مواقعهم على الفور، وألا يمهلهم محلب يوماً واحداً، ولا يعطيهم أى فرصة أخرى!

ولابد، أيضاً، أن وعد رئيس الحكومة للبنت شىء يُحسب له، وشىء من الضرورى أن نشكره عليه، غير أننا فى الوقت ذاته نريد منه أن يعاملها كمواطنة، لا كابنة، لأنه من الوارد أن يجامل المسؤول ابنته، ولكن ليس من الوارد، ولا من الجائز، ولا هو مطلوب أن يجامل مواطناً.

القضية الأكبر، فى قصة مريم، يا معالى رئيس الوزراء، هى قضية القانون العادل فى البلد، وهل يجرى تطبيقه، والأخذ به فعلاً، أم أن المسألة فى حاجة إلى نظرة جادة، بل نظرة جذرية، منك، ومن كل مسؤول فى الدولة.

إن علينا أن نسأل أنفسنا بصراحة السؤال الآتى: لماذا يفضل المستثمر - مثلاً - أن يذهب إلى لندن، ليعمل فيها، ولا يفضل أن يأتى إلى القاهرة؟!.. هل لأن مكسبه، كمستثمر، فى بريطانيا، أكبر منه فى مصر؟!.. لا طبعاً.. فالعكس هو الصحيح، ومكسبه هنا قد يكون أضعاف أضعاف مكسبه هناك، ولكنه القانون الذى يضمن أن يجده فى صفه دون فصال، إذا ما واجهته مشكلة عند الإنجليز، ولا يضمن ذلك عندنا!

القانون، يا معالى رئيس الحكومة، هو الذى يميز بلداً على آخر، وهو الذى لو كان مطبقاً، كما يقول الكتاب، ما وصلت مشكلة مريم إليك أصلاً، وما انشغلت أنت بها، رغم ما عندك من تلال المشاكل، ولكان من الممكن أن تجد حلها هناك، فى قريتها بالمنيا، دون أن يسمع بها أحد، ودون أن ينشغل بها البلد كله لأيام وأسابيع.. القانون العادل، يا معالى رئيس الوزراء، هو طوق النجاة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابنة محلب ابنة محلب



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon