توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اطلبه يا دكتور شرقاوى

  مصر اليوم -

اطلبه يا دكتور شرقاوى

بقلم سليمان جودة

نريد من الدكتور أشرف الشرقاوى، الوزير المسؤول فى الحكومة عن القطاع العام، أن يتكلم حتى نراه، فليس معقولاً أن تعود وزارته، بعد إلغائها بسنوات، دون أن يقال للناس لماذا عادت، ودون أن نعرف كيف يفكر الرجل الجالس على رأسها!

وقد قرأت كلاماً عابراً للرجل يقول فيه إنه يفكر فى التعامل مع شركات القطاع العام، وفق نظرية الإدارة بالمشاركة، الموجودة فى الفنادق فى مصر، وفى خارجها، والتى تقوم فى أساسها على فكرة الفصل بين المالك وبين المدير.

والمعنى فيما يبدو أن يكون رئيس أى شركة قطاع عام، من خارج هذا القطاع نفسه، ومن خارج الحكومة، ليدير الشركة حسب مبدأ الربح والخسارة وحده، ثم ليكون عارفاً منذ البداية أن الشركة التى يديرها لو خسرت فى آخر العام فلن يبقى هو مكانه!

وإذا صح هذا المعنى، من كلام الدكتور الشرقاوى، فهو خطوة أولى ممتازة، لكن لابد أن تتبعها وتتوازى معها خطوات، ثم إذا كان لى أن أقترح شيئاً عليه، فهذا الشىء هو أن يطلب تقريراً من سفيرنا فى بولندا، عن الطريقة التى تعاملت بها الحكومات البولندية المتعاقبة مع حكاية القطاع العام، منذ أن تخلصت بولندا من نظام الحكم الشيوعى، وقررت أن تكون عضواً فى الاتحاد الأوروبى، وأن تتعامل مع جارتها ألمانيا، رأساً برأس.

اطلب هذا التقرير يا دكتور شرقاوى، وسوف تجد فيه ما يفيدك، ويفيد هذا البلد، ويوقف إهداراً للمال العام فى القطاع العام، لا يجوز أن يستمر فى وجودك، ولا يجب أن تسمح به تحت أى ظرف!

اطلبه يا دكتور شرقاوى، وسوف ترى كيف أن بولندا حين تحولت عام 1991 من دولة القطاع العام إلى دولة أخرى لا مكان لشركة خاسرة فيها، فإنها أتت بورقة وقلم، وقالت لمواطنيها، بوضوح لا يحتمل أى لبس، إن عدد شركات القطاع العام عندهم هو كذا، وإن 37 منها فقط هى التى سوف تستبقيها الدولة، لاعتبارات محددة، وإن ما عدا ذلك سوف يتم طرحه للبيع، وفق خطة معلنة ومتدرجة، وإن البيع ليس من الضرورى أن يكون لمستثمر أجنبى، وإنما يجوز أن يكون للمواطنين أنفسهم، ليصبحوا هم المالك، وليكونوا، عندئذ، هم الجمعية العمومية التى تحاسب رئيس الشركة، إذا خسر مليماً واحداً فى آخر كل سنة!

اطلبه يا دكتور شرقاوى، وسوف تكتشف أن عندهم تجربة ناجحة، وأن علينا أن نأخذ منها ما يفيدنا، وأنهم عندما قرروا إنشاء وزارة، كالتى تجلس على رأسها أنت، وضعوا لها سقفاً زمنياً، تنجز فيه تماماً ما هو مطلوب منها، فى اتجاه وقف إهدار أى قرش من المال العام!

اطلبه يا دكتور شرقاوى، وسوف تجد أنهم سوف يلغون هذه الوزارة، هذا العام، لأنها حققت ما قامت من أجله، وأرجو أن تبادر أنت وتقول إن وزارة قطاع الأعمال لها هدف محدد، من وراء عودتها، وإن هذا الهدف سوف يتحقق عام كذا، وإنها سوف يتم إلغاؤها فى ذلك العام على وجه التحديد.. أو هكذا يجب!

اطلبه يا دكتور شرقاوى، من أجل خاطر المال العام المهدر فى هذا الوطن، بامتداد سنين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطلبه يا دكتور شرقاوى اطلبه يا دكتور شرقاوى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon