توقيت القاهرة المحلي 08:30:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان يحبون الكرنك!

  مصر اليوم -

الإخوان يحبون الكرنك

سليمان جودة


عندى اقتراح للحكومة المصرية أتمنى لو أنها أخذت به، وهى تتكلم مع الخارج، حول جماعة الإخوان، وكيف أنها جماعة عنف وإرهاب، وليست جماعة اعتدال!
ففى كل مرة تأتى فيها سيرة الإخوان، مع الأمريكان مثلاً، تكتشف أنهم يحاولون إقناعك بأن الجماعة الإخوانية جماعة معتدلة، وأنها لا علاقة لها بجماعات العنف التى تعربد فى المنطقة، وأن الإخوان أبرياء من العنف الذى يجرى ارتكابه فى كل يوم، تقريباً، وفى مناطق متفرقة بالبلد!

تقول لهم إن الإخوان يمارسون العنف، ويحرضون عليه، وإن تاريخهم، منذ نشأوا كجماعة، عام 1928، يقول بذلك، وإن شخصاً من الشخصين اللذين قتلا المستشار الخازندار، عام 1928، كان سكرتيراً خاصاً لحسن البنا، ومؤسس الجماعة، وأول مرشد لها، فلا تجد، وأنت تقول هذا الكلام، آذاناً صاغية سواء فى واشنطن، أو فى لندن، أو حتى فى برلين التى عاد منها الرئيس مؤخراً!

تقول لهم إن الإخوان إذا لم يكونوا يمارسون الإرهاب اليومى، فى حياة المصريين، بشكل مباشر، فإنهم مسؤولون عنه، على نحو غير مباشر، لأنهم على الأقل يوفرون المناخ العام الذى يسمح بارتكاب أعمال عنف وإرهاب، فلا تجد هنا أيضاً آذاناً صاغية، رغم أن الكلام فيه منطق، ورغم أن فيه عقلاً!

تعود فتقول لهم إننا إذا افترضنا، نظرياً، أن الجماعة بريئة من أعمال العنف، التى تقع عندنا بشكل شبه يومى، فإنها بعدم إدانتها لهذه الأعمال، بوضوح، تسمح للذين قد يمارسون الإرهاب، باسمها، وتحت لافتتها، أن يفعلوا ما يشاءون من وراء هذه اللافتة، فتكتشف أن إدارة أوباما، فى واشنطن، لا تريد أن تقتنع، رغم أنه كلام مقنع، ورغم أنه كلام متسق مع بعضه، ورغم أن مقدماته تتوافق مع نتائجه.

تعود من جديد، لتقول لهم إن العمل الإرهابى الذى وقع بالقرب من معبد الكرنك، صباح أمس، هو مسؤولية الإخوان أولاً وأخيراً، لأنهم إذا لم يكونوا قد ارتكبوه، فإنهم وفروا الجو الملائم لارتكابه، وأتاحوا لفاعليه الحقيقيين أن يرتكبوه، وهم مطمئنون إلى أن هناك جماعة إخوانية جاهزة، سوف تتحمل المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة عنه، فتكتشف، للمرة الثالثة، أو العاشرة، أن الأمريكان يغلقون آذانهم، رغم أنهم، بينهم وبين أنفسهم، مقتنعون بما تقول.. ولكن.. قاتل الله المصالح التى وعدهم بها الإخوان على حساب وطنهم، وحين يكونون فى الحكم، فى المنطقة!

تعود لآخر مرة، فتقول إن بديهيات علم الجريمة تقول إنك عند وقوع أى جريمة، لابد أن تفتش، ابتداءً، عن المستفيد من وراء وقوعها، وإن «الجماعة» إذا لم تكن وراء وقوع جريمة الكرنك فإنها مستفيدة من وقوعها، فتشعر بأن الذى تخاطبه أنت، فى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، قد بدا عليه أنه فقد حاسة السمع!

لذلك، فاقتراحى هو أن نجدد، فى خطابنا معهم، وأن نجرب العكس، وأن نقول لهم إن الإخوان فعلاً معتدلون، وإنهم لا علاقة لهم بالعنف والإرهاب فى الكرنك، وفى غير الكرنك، وإنهم يحبون الكرنك، ويموتون فيه، وإنهم ملائكة، ولكن المشكلة أن المصريين الذين خرجوا بالملايين فى 30 يونيو 2013 لا يحبون هذا الاعتدال، ولا يريدونه، ولا يريدون جماعته، ولا يقبلون الملائكة حين يكونون من هذا النوع.. هذا هو مزاج المصريين، وهم أحرار فيه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان يحبون الكرنك الإخوان يحبون الكرنك



GMT 08:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 08:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 08:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon