توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس يفعل العكس!

  مصر اليوم -

الرئيس يفعل العكس

بقلم سليمان جودة

ماذا يعنى أن يقول الرئيس شيئاً، في يوم إعلانه الترشح للرئاسة، ثم يفعل عكسه بالضبط، أو على الأقل يسكت تماماً على هذا العكس، حين يصبح رئيساً؟!

القصة من أولها، أن الرئيس حين استقال من منصبه، وزيراً للدفاع، يوم 26 مارس 2014، فإنه ظهر مساء ذلك اليوم لآخر مرة بالزى العسكرى، كوزير دفاع، وألقى كلمة أذاعها تليفزيون الدولة.

أشياء وأفكار كثيرة جاءت في الكلمة، ثم لم يتحقق منها شىء إلى اليوم، رغم أن الرئيس في يونيو المقبل، أي بعد شهرين اثنين سوف يكون قد أمضى عامين كاملين في الرئاسة، ورغم أنه هو من خاطب المصريين لأكثر من مرة، عند بدء ولايته، طالباً الصبر عليه عامين اثنين!.

في يوم 26 مارس 2014، قال المشير السيسى إنه قد أنهى فترة خدمته كوزير للدفاع، وإنه يعلن ترشحه في سباق الرئاسة، ثم قال الآتى نصاً: «مصر البلد الغنى بموارده وشعبه، يعتمد على الإعانات والمساعدات، وهذا أمر غير مقبول».

ما معنى هذا؟!.. معناه أن السيسى قطع عهداً على نفسه، بهذه العبارة منه، أنه إذا فاز وأصبح رئيساً، فسوف يوقف حكاية اعتماد اقتصادنا على الإعانات والمساعدات أو على الأقل سوف يسعى إلى ذلك بجدية ظاهرة.

ماذا يحدث اليوم؟!.. يحدث أن مصر تفاوض البنك الدولى على 3 مليارات دولار، قروضاً، ويحدث أن سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، تروج دائماً لفكرة الحصول على أكبر قدر ممكن من القروض، وهى قد قالت في حوار لها مع «المصرى اليوم» قبل أسبوعين، إننا ذاهبون إلى اقتراض 8 مليارات دولار!.. ثم هي تعرف أن أجيالاً في هذا البلد سوف تدفع ثمن هذه القروض في المستقبل، من لحمها، ومن دمها، دون أن يكون لها ذنب في الموضوع كله!.

الرئيس يعرف.. ووزيرة تعاونه الدولى تعرف، أنه لا أحد يقرض أحداً لوجه الله، سواء كان هذا الأحد فرداً، أو مؤسسة، أو دولة، وأن البنك الدولى ليس جمعية خيرية، وأن ما سوف يعطينا إياه باليمين، سوف يحصل على أضعافه بالشمال، خصوصاً بالمعنى السياسى الذي تعرفه مؤسسة مثل البنك الدولى وتمارسه مع الدول التي تطرق بابها وتطلب التكرم والإحسان!

عندى سؤال حائر للرئيس: كيف تقبل لبلدك أن يقترض بهذا الحجم، لسد عجز الموازنة، وأنت تعرف أن هناك أدوات أخرى للتعامل مع هذا العجز، وأن هذه الأدوات في أيدينا، ولكننا نستسهل بكل أسف، ليدفع البلد كله الثمن؟!.. كيف تقبل يا سيادة الرئيس أن تفعل اليوم عكس ما قلته لنا بالأمس؟!

إن وعد الرئيس دين عليه.. وليس أمام الرئيس إلا أن يؤدى هذا الدين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس يفعل العكس الرئيس يفعل العكس



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon