توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه

  مصر اليوم -

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه

سليمان جودة

فى آخر يونيو من العام الماضى، كنت فى المغرب، وحين كنت عائداً إلى القاهرة، يوم 29 من ذلك الشهر، أى قبل أن يخرج المصريون على الإخوان بـ24 ساعة، سمعت فى مطار الدار البيضاء إخوة مغربيين كثيرين، يتساءلون عما سوف يحدث فى مصر فى اليوم التالى.. ولم أكن أنا أعرف، ولا أظن أن غيرى كان يعرف، ماذا بالضبط سوف يحدث، ولكن ما كنا نعرفه جميعاً، بالإحساس الفطرى المباشر، أنه لا مستقبل للإخوان فى الحكم، وأن ما مارسوه فى السلطة، بامتداد عام كامل، كان يرشحهم بامتياز للرحيل عند أقرب محطة!

بالنسبة لى، كنت فى ذلك اليوم قبل الأخير من ذلك الشهر أقرأ فى صحف المغرب ما قاله ويقوله عبد الإله بن كيران، رئيس حزب «العدالة والتنمية» المغربى الحاكم، ورئيس الحكومة، ثم أتطلع إلى أى صدى له عند حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى، الذى كان يحكم فى القاهرة فى اللحظة ذاتها، فأشعر وكأن الله تعالى قد ختم على قلوب قادته، وقادة الجماعة الإخوانية معه، فى وقت واحد، فلم يلتفت أحد منهم ليقرأ ماذا يجرى حوله فى الدنيا!

كان عبدالإله بن كيران يقول إنه، كرئيس لحزب ذى مرجعية إسلامية، قد جاء إلى الحكم مع سائر زملائه فى الحزب، ليحلوا مشاكل المواطنين المغربيين، لا ليفرضوا عليهم رؤيتهم للإسلام.

وكان ابن كيران، ولا يزال، يقول هذا، ثم يفعله، ولذلك بقى فى الحكم وأنجز فيه على قدر مستطاعه، بينما كان الإخوان يقولون ويفعلون العكس، وكانوا مدفوعين إلى مصير لا يريدون أن يتفادوه، رغم التحذيرات والإنذارات التى كانت تأتيهم من كل جانب، ومن أكثر من اتجاه.

وأذكر جيداً أنى كتبت العبارة سالفة الذكر، التى قالها ابن كيران، ووجهتها من خلال هذا المكان إلى محمد مرسى شخصياً، وهو على الكرسى وقتها، لعله يتعظ، أو ينتبه لولا أنه، كما يتبين لنا الآن يوما بعد يوم، كان لعبة فى يد محمد بديع وخيرت الشاطر معا، وكان الغرور قد ركب هذين الرجلين، فلم يكن كلاهما يرى أبعد من قدميه، وإلا ما كانوا كلهم فى «الجماعة» وفى الحزب قد سقطوا هذا السقوط غير المسبوق!

وعندما عدت إلى المغرب، الأسبوع الماضى، كانت للقصة بقية، إذ تزامنت عودتى هذه المرة مع انتخابات جديدة جرت فى جماعة «التوحيد والإصلاح» المغربية، التى توصف هناك بأنها الذراع الدعوية لـ«العدالة والتنمية»، أقصد أنها كجماعة تماثل، من حيث وضعها، وضع الجماعة الإخوانية عندنا، بالنسبة لحزبها الذى كان «مرسى» رئيساً له، قبل أن يتسلل إلى قصر الرئاسة، فى غفلة من ملايين المصريين!

الانتخابات الجديدة فى «الجماعة» المغربية جاءت برئيس جديد لها، خلفا للمهندس محمد الحمداوى، الذى ظل رئيساً لها لثمانية أعوام.

وما يهمنى هنا، هو ما قاله الحمداوى فى خطبة وداع، أرادها أن تكون آخر صلة بينه وبين جماعته الإسلامية.. قال ما معناه إنه لا إنجاز فى بلده، سوى بأن تتحلى كل الأطراف بالإحساس بالمسؤولية عن الحكم فى البلد، وأن هذه المسؤولية لها شروط ومواصفات، وأن أول شرط هو أن تعلو مصلحة الوطن فوق أى مصلحة ذاتية، أو فئوية.. هكذا قال الرجل الذى جلس ثمانى سنوات على رأس «جماعة» المغرب، ثم انصرف.. ولابد لك أن تقارن بين كلامه، وكلام ساقط وردىء سمعناه من بديع، الذى كان على رأس «جماعة» القاهرة قبل ثورة 30 يونيو.

لهذا تحديدا، أقصد مضمون ما قاله الحمداوى، استمروا، هم، فى الحكم فى الرباط.. ثم لهذا تحديداً أيضاً، كان على إخوان بديع أن يرحلوا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه «بديع» المغرب الذى لم نعرفه



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon