توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير الوحيد!

  مصر اليوم -

الوزير الوحيد

سليمان جودة

ربما يكون الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة السابق، هو الوزير الوحيد، الذى ذكرت الصحف سبب خروجه من الوزارة!
الصحف ذكرت عدة أسباب لخروج الرجل، ولكنى توقفت بشكل خاص عند السبب الذى يقول إنه خرج لأنه كان قد صرح، منذ أسابيع، بأنه لا إسقاط لديون الفلاحين المستحقة لبنك التنمية والائتمان الزراعى!
ورغم أن الوزير السابق قد عاد، فى اليوم التالى مباشرة، لينفى كلامه، أو يقول ما معناه إنه لم يكن يقصده، فإن ذلك فيما يبدو، لم يشفع له، ففقد منصبه!
وكنت يومها قد كتبت فى هذا المكان، أؤيده فى تصريحه، وأدعوه إلى أن يتمسك به، وألا يتراجع عنه، لا لشىء إلا لأن ما قال به هو الصحيح ذاته، وما عداه إنما هو خداع للنفس من جانب الحكومة، كما أنه، أى التراجع عن التصريح، يظل نفاقاً للفلاح لن يصلح أحواله، وستكون عواقبه على البنك، فى الوقت ذاته، سيئة للغاية!
إننى أفهم أن يساعد البنك الفلاحين بكل طاقته، وأفهم أن نعاقب المسؤولين عنه لو تقاعسوا عن مد يد المساعدة لأى فلاح، فى حدود الدور الذى نشأ من أجله البنك، ولكن ما لا أفهمه، أن تكون للبنك ديون مستحقة على الفلاح، وأن يكون الحل هو إسقاطها لا تحصيلها.. إذ النتيجة الطبيعية لذلك أن يتمادى الفلاح فى الحصول على قروض من البنك، وأن يتكاسل عن سدادها، مادامت الحكومة فى النهاية تسقطها، وأن يؤدى ذلك كله إلى إغلاق البنك العريق!
إننى أبصم بالعشرة على كل وسيلة يساعد بها البنك فلاحينا، إلا أن يكون إسقاط الديون من بين هذه الوسائل، لأن الفلاح الذى يحصل على قرض ثم يتوقف عن سداده، إنما هو رجل أخطأ، وعليه بالتالى أن يتحمل عواقب هذا الخطأ.
وليس معنى هذا بالطبع أن نطارد المدينين منهم، وأن نلاحقهم، وأن نحبسهم.. لا.. إننى لا أقول بهذا أبداً، ولا يقول به غيرى، ولا يصح، ولكن ما يصح هو أن نساعد الفلاح المدين، على أن يسدد ديونه، وهناك ألف وسيلة لذلك، وقد أشار الدكتور أبوحديد إلى بعضها، حين عاد فى اليوم التالى للتصريح ليعتذر عنه، ويقول ما معناه إنه لم يكن يقصد!
منها.. مثلاً.. تقسيط الديون نفسها، ومنها الإعفاء من الفوائد، مع الإبقاء على الأصل.. ومنها.. ومنها.. وعندئذ، سوف نكون كحكومة قد تعاملنا مع البنك باعتباره مؤسسة بنكية تعمل وفق قواعد وأصول وأعراف نشأ على أساسها، لا باعتباره مؤسسة خيرية!
أعرف أن الفلاح فى حاجة لمساعدات كثيرة وكبيرة من الحكومة، وأدعوها إلى ذلك بكل قوة، وأؤيدها فى كل ما يمكن أن تساعده به، إلا أن تقرر إسقاط ديون بنك الائتمان، لأن هذا معناه، ألا يكون للبنك ذاته، خلال سنوات من الآن، أى وجود، وأن يفلس ويتوقف تماماً عن العمل!
قالها أبوحديد على طريقة جحا قديماً، فلم يقولوا له كما قالوا لجحا: «اخرج من البلد».. ولكن قالوا: «اخرج من الوزارة».. وقد خرج!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير الوحيد الوزير الوحيد



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon