توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بالورقة.. والقلم!

  مصر اليوم -

بالورقة والقلم

سليمان جودة

فى أول يناير الماضى، اتخذت خطوط الطيران الماليزية خطوة لم يحدث أن اتخذتها شركة طيران أخرى، وهى إن دلت على شىء فإنما تدل على أن البلد الذى وضعه مهاتير محمد بين دول العالم المتطورة، لايزال يمضى على خُطاه!

قرر طيران ماليزيا حظر وجود حقائب السفر على رحلاته المتجهة إلى أوروبا، على أن تحملها طائرات شحن، تلحق بطائرة الركاب مباشرة، وهو لم يحظر حمل حقائب السفر وفقط، ولكنه وضع حداً أقصى لحقيبة اليد، فلا يزيد وزنها على سبعة كيلوجرامات!

فى البداية، ظن الذين سمعوا بالقرار أن سببه يعود إلى الرياح المعاكسة القوية التى تواجه الطائرة وهى فى طريقها إلى أى عاصمة أوروبية، ثم تبين أن هناك سبباً آخر، لا يخطر على البال!

وكان السبب أن الطائرة حين تحمل الركاب مع حقائبهم تحرق كمية من الوقود أكبر، فى قطع مسافة السفر نفسها، وأن طيرانها دون حقائب يجعل الكميات المطلوبة من الوقود أقل!

هؤلاء ناس حسبوها إذن بالورقة والقلم، وتبين لهم أن الذهاب بالركاب على طائرة وإرسال حقائبهم على طائرة أخرى موازية، سوف يوفر الكثير من وقود الطائرات، فاتخذوا القرار فى الحال، ولا أحد يعرف ما إذا كانت شركات الطيران فى العالم سوف تقلدهم وتتخذ القرار ذاته، أم أن واقعة الطيران الماليزى سوف تظل فريدة فى بابها!

فإذا أراد أحد عبارة من عندنا تلخص ما جرى على متن الطيران الماليزى، فسوف تكون تلك العبارة التى نرددها طويلاً ولا نعمل بها لحظة، وهى: ترشيد الاستهلاك!.. إنها عبارة فقدت معناها تماماً، من طول تكرارها، دون أن تعمل أى جهة فى الدولة بها.

وليس هناك دليل على أننا لا نعمل بها إلا أنك كلما تطلعت فى أى اتجاه اكتشف أن سفهاً فى الإنفاق نمارسه هنا، وأن تقتيراً فى الإنفاق أيضاً، يعانى من عواقبه الملايين هناك!

هل حدث مثلاً أن سأل أحد يعنيه هذا الأمر فى الدولة، عن عدد سفاراتنا فى الخارج، بالمقارنة بعدد سفارات الولايات المتحدة الأمريكية بجلالة قدرها؟!

لم يحدث، ولو حدث فسوف نرى أن عدد سفاراتنا أعلى، وأننا فى الوقت الذى نفتش فيه، فى أى ركن، عن دولار واحد يستر الاحتياطى منه فى البنك المركزى، نهدر منه الكثير فى سفارات تقع فى دول لا يوجد بها سوى عشرات من المصريين، ولا حركة تجارية ذات شأن بيننا وبينها، تقتضى وجود سفارة من الأساس!

يستطيع سفيرنا فى أى بلد أن يكون ممثلاً لرئيس الدولة فى أكثر من بلد مجاور، فنوفر الكثير جداً مما نحن فى أشد الحاجة إليه من دولارات!

صيانة موارد الدولة، من العملة الصعبة ومن غير العملة الصعبة، ليست كلاماً يقال لنا فى كل مناسبة، ولكنه فعل يجرى بطبيعته على الأرض، ويراه كل مواطن بعينيه، ثم يرى أثره فى حياته.. وماعدا ذلك ضحك على النفس، وضحك على الناس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالورقة والقلم بالورقة والقلم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon