توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين القاهرة والرباط

  مصر اليوم -

بين القاهرة والرباط

سليمان جودة

بكلمات قاطعة، أراد عبدالإله بن كيران، رئيس حكومة المغرب، أن يقطع الطريق، وهو يتحدث قبل أيام إلى أعضاء فى حزبه الحاكم، على الذين يريدون إفساد العلاقة بين القاهرة، والرباط.

كان الرجل يتحدث، مساء السبت، إلى أعضاء فى الحزب، فى مدينة سلا، القريبة من العاصمة المغربية، وهناك قال ما أراد به أن يؤكد، من جديد، أنه ليس إخوانياً، ولا علاقة له بالإخوان، وأن حزب «العدالة والتنمية» الذى يترأسه هو، ويحكم من خلاله منذ ثلاث سنوات، له مرجعية إسلامية معلنة، غير أن هذه المرجعية لا تعنى أبداً أن يكون للحزب أدنى علاقة بالجماعة الإخوانية، لا على مستوى الأفكار، ولا على المستوى التنظيمى بوجه عام.

حديث «بن كيران» جاء فى ظل أجواء تتحدث فيها الصحافة المغربية، عن فك خيوط لمخطط كان أنصار «الجماعة» يهدفون من خلاله إلى إحداث قطيعة بين البلدين، وهو الأمر الذى انتبه إليه المسؤولون فى العاصمتين، مبكراً، ونجحوا إلى حد كبير فى وأده فى مهده، وفى مكانه!

مما قاله بن كيران، مثلاً، أن حزبه يسعى لإصلاح المجتمع، لا إلى أسلمته، وأنه، كحزب يحكم بالائتلاف مع ثلاثة أحزاب أخرى، لا يفكر فى تنفيذ أى أجندة دينية، لأن كل ما يشغله، هو حل مشاكل المواطنين المغاربة.. ثم قال: المرجعية الإسلامية للحزب لا تعطينا أى أفضلية على باقى المغاربة.. وأضاف: الحركة الإسلامية التى نشأ فيها قادة الحزب كانت ثمرة اجتهاد خاص، جاء بدوره دون وصاية من الداخل، أو من الخارج.

هذا كله جزء من كلام كثير قاله رئيس حكومة المغرب، واحتفت به صحافة بلاده، ورأت فيه مؤشراً على أن «بن كيران» يعى جيداً ما يراد للعلاقة بيننا وبينهم، من جانب أطراف خفية، على يد حكومته، ولذلك، فهو يبادر بنفسه، ليفسد أى محاولة يمكن أن تنال من علاقة مصر بالمغرب.

وإذا كان لى أن أنبه القارئ الكريم إلى عبارة ذهبية جاءت على لسان الرجل، فهى تلك العبارة المهمة للغاية، التى يقول فيها إن حزبه مهتم بإصلاح المجتمع، لا بأسلمته على أى نحو، ولابد أنه، وهو يقول كلاماً مهماً كهذا، يكشف عن أنه يأخذ الدرس جيداً من تجربة الإخوان فى الحكم عندنا، ويكشف كذلك، دون أن يقولها صراحة، عن أنهم كجماعة إخوانية فى مصر كانوا أغبياء إلى أقصى درجات الغباء، وكانوا حمقى إلى الحدود العليا للحماقة، عندما فعلوا العكس تماماً، فراحوا من أول يوم لهم فى الحكم يعملون على أسلمة المجتمع، دون أن يفكروا ولو للحظة، فى إصلاحه، أو فى حل مشاكله!

وعندما تصدر مثل هذه المعانى، التى أشرت إليها، من رئيس الحكومة فى المغرب، ثم يكون وزير خارجيتنا على موعد مع زيارة إلى الرباط، الأسبوع المقبل، فمعنى هذا أن الطرفين يريدان أن يقولا، إنهما يحرصان على تجاوز كل ما يمكن أن يطرأ على العلاقات، لأنها أعمق من أى طارئ، وإنهما، أيضاً، يعرفان جيداً ماذا يريد خصوم البلدين، وإنهما، كذلك، سوف يفوتان عليهم هذه الفرصة، وكل فرصة أخرى.

ولابد أنى، من جانبى، فى حاجة إلى أن أعيد تذكيرك بعبارة أخرى، ربما تكون أهم، ظل «بن كيران» يرددها بامتداد ثلاث سنوات مضت.. كان ولايزال يقول: جئتُ كرئيس حكومة لأعمل على حل مشاكل الناس، لا لأفرض عليهم رؤيتى للإسلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين القاهرة والرباط بين القاهرة والرباط



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon