توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأملوا الصورة معى

  مصر اليوم -

تأملوا الصورة معى

سليمان جودة

رجائى من كل قارئ لهذه السطور أن ينتبه إلى معنى أن يستجيب رئيس حكومتنا، المهندس إبراهيم محلب، لكلمات كتبتها فى هذا المكان، فيقرر بعدها تحويل 70 فداناً من أرض مطار إمبابة إلى حديقة عامة ممتدة، وممتلئة بالمدارس والملاعب فى كل ركن من أركانها.

الفكرة هنا ليست أن الرجل استجاب لشىء طلبته أنا، وألححت عليه مراراً، بامتداد سنوات، فلو جاءت استجابته لكاتب آخر سواى، لكنت قد شعرت بالبهجة نفسها، ولكن الفكرة أن استجابة من هذا النوع تعطيك عدة مؤشرات إيجابية فى مجملها، لابد أن نلتفت إليها بكامل وعينا، لأننا أحوج الناس لها.

تعطيك مؤشراً على أن رئيس الحكومة، رغم جبال الهموم العامة التى تحيط به من كل جانب، قادر على أن يختلس وقتاً يطالع فيه جرائده، ثم لا يجد أى مانع من التفاعل الفورى مع أى فكرة يراها لصالح البلد وأهله.

تعطيك مؤشراً على أن رئيس الحكومة يظل من أنصار الخضرة والشجر، بمعنى أو بآخر، وإلا ما كان قد قرر تغيير التخصيص بالنسبة لـ70 فداناً، من استغلال استثمارى كان مقرراً لها، إلى استغلال حضارى بما لهذه الكلمة من معانٍ متعددة!

تعطيك مؤشراً على أن رئيس الحكومة مهموم، بمعنى من المعانى، بزحام القاهرة والجيزة، وراغب بجد فى أن يفعل أى شىء، يخفف من زحامهما، وتلوثهما، وسوء حالهما البادى أمام كل عين.

تعطيك مؤشراً على أن رئيس حكومتنا يريد أن يغير من حال طلاب المدارس الموجودة فى الجيزة والقاهرة، لأن لك أن تتصور هذا الحال، عندما تنتقل 200 مدرسة.. نعم 200 مدرسة مرة واحدة، من مساحاتها المخنوقة، ومبانيها المتداعية الحالية إلى مكان آخر مفتوح على الأفق، مثل أرض مطار إمبابة، ثم لك أن تتصور، من فضلك، معنى أن يكون لكل مدرسة ملعب يتنفس فيه كل طالب، فيمارس فيه رياضته التى يحبها، بدلاً من أن يمارسها عشوائياً فى عرض الشارع!

إننى لا أبالغ، ولا أرسم صورة مثالية أو خيالية، وإنما أتكلم عن 108 أفدنة من مساحة المطار القديم، يمكن أن تستوعب 200 مدرسة كاملة، لو أننا أحسنا تخطيطها وتنظيمها.. أتكلم عن 108 أفدنة، لأن الـ70 فداناً، التى شملها قرار رئيس الحكومة، سوف تضاف إلى 38 فداناً أخرى، هى فى الأصل موجودة، وجرى افتتاحها كحديقة منذ فترة.. والمعنى أننا نتكلم عن حوالى 400 ألف متر مربع، وأننا لو خصصنا لكل مدرسة 1000 متر من المبانى، ومثلها من الملاعب، فسوف نكون أمام 200 مدرسة بملاعبها فى أرض بعيدة تماماً عن زحام وتراب وعوادم العاصمة!

هل تتخيلون الصورة؟!.. إننا نتكلم عن شىء ممكن، وعن شىء يمكن خلال عام أن يصبح كياناً مجسداً على الأرض، ونتكلم عن إنقاذ حقيقى لطلاب 200 مدرسة دفعة واحدة، ونتكلم عن تفريغ، ولو جزئى، لمنطقة وسط البلد، والمناطق المجاورة لها، من زحام لا مبرر له تحت أى مسمى، ثم إننا سوف نرحم طلاب 200 مدرسة قديمة من أن يظلوا محشورين فى مدارس هى أقرب إلى الجحور، منها إلى أى شىء آخر!

التحية قطعاً واجبة للمهندس محلب، كما أننى أدعو الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، إلى ألا يحزن ولا يبتئس، لضياع عائد محدد لمحافظته كان يخطط له من وراء الاستغلال الاستثمارى للمساحة، فبعض المدارس التى ستنتقل إلى هناك، هى مدارس خاصة، وسوف تدفع مقابلاً يعوض المحافظ عما كان ينتظره، كما أن الاستثمار فى المدارس، وفى الطلاب، يا دكتور على، لا يعلوه استثمار آخر من أى نوع، حتى ولو كان سيجلب لنا فلوس الدنيا.

"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأملوا الصورة معى تأملوا الصورة معى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon