توقيت القاهرة المحلي 08:35:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تؤرخ لألف ثورة!

  مصر اليوم -

تؤرخ لألف ثورة

سليمان جودة

نبهنى صديق عزيز إلى أنى حين كتبت فى هذا المكان، أمس الأول، أطالب بأن ينشأ متحف لثورتى 25 يناير و30 يونيو، على أرض الحزب الوطنى على الكورنيش، كنت أناقض نفسى، لأنى فى وقت سابق طالبت بأن تعود أرض الحزب إلى المتحف المصرى، ليطل على النيل، كما كان فى أيام مضت!
وفى رسالة من الأستاذ سعيد الألفى، قال إنه يؤيد تماماً مطلبى بإنشاء متحف للثورتين، ولكنه يرى أن مكانه ليس على أرض الحزب الوطنى، لأن هذه الأرض، ذات الموقع الفريد، تصلح أكثر لأن يقام عليهما فندق يعود على الدولة بعائد يليق بالموقع، ونحتاجه فى الوقت نفسه.. أما المتاحف من نوع ما أطالب به، فعندنا منها متحف ثورة 23 يوليو، ومتحف بانوراما حرب أكتوبر 1973، وهما متحفان يتوافد عليهم الزوار بكثافة عالية، ولابد أننا فى حاجة لمتحف يقول لأجيال المستقبل ماذا جرى بالضبط فى 25 يناير، وفى 30 يونيو، غير أن مكانه فى تقدير الأستاذ الألفى يمكن أن يكون فى ميدان التحرير ذاته، أو حتى فى مكان مجمع التحرير القائم هناك.

وللصديق العزيز، وللأستاذ الألفى، أقول إنى لم أناقض نفسى، أولاً، وإنى ثانياً لاأزال أريد متحفاً للثورتين، يستطيع من خلاله كل مصرى، فى المستقبل، وبعد أن تنحسر هذه الموجة من الإرهاب، أن يرى أن بلاده واجهت ظروفاً صعبة للغاية فى وقت من الأوقات، وأنها لم تشأ أن تفوت هذه الفرصة، فسجلت ما جرى فى متحف، يظل ذاكرة حية تسترجع ما كان ذات يوم، وتضعه أمام الجميع، فى كل لحظة من لحظات الأيام المقبلة.

إننى كنت قد نشرت رسالة هنا للدكتور عبدالغنى الإمام، الأستاذ فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يقول فيها إنه يعز عليه جداً أن يكون فى جنوب أفريقيا متحف كبير يوثق للفترات العصيبة التى مرت بها، خلال سنوات التفرقة العنصرية فى حياتها، ثم لا يكون عندنا متحف مماثل، لفترات عصيبة أيضاً، مرت بنا، مع الثورتين، وربما لاتزال تمر.. إذ السؤال هو: من أين لأى مصرى، بعد ربع قرن من الآن مثلاً، أن يعرف ماذا جرى فى بلده، فى 25 يناير، وفى 30 يونيو، إذا لم يجد أمامه متحفاً يجمع تفاصيل الحدثين الكبيرين بين جدرانه، وفوق حوائطه.. من أين؟!

لقد كان الشاعر أبونواس يشارك فى تشييع جنازة ذات يوم، ثم مال على رجل كان إلى جواره وسأله: أيهما أفضل.. أن أمشى خلف الميت، أم وراءه؟!.. رد عليه الرجل فى عصبية: لا تكن فى النعش.. وامش حيث شئت!

وبالقياس أقول: أنشئوا متحفاً للثورتين: أى موقع.. فالمهم أن يقام، وليس المهم مكانه.. أما أرض الحزب، فإن عودتها إلى متحفنا المصرى، بعد أن جرى اقتطاعها منه، باسم الحزب الواحد زمان، إنما هى عودة الشىء إلى أصله، كما أنها عودة تظل فى حد ذاتها تؤرخ لألف ثورة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تؤرخ لألف ثورة تؤرخ لألف ثورة



GMT 08:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 08:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 08:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon