توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاكسى فى أبوظبى!

  مصر اليوم -

تاكسى فى أبوظبى

بقلم سليمان جودة

أخذت «تاكسى» فى أبوظبى، من أبراج الاتحاد، وهى أبراج ثلاثة معروفة هناك، إلى فندق روتانا المعروف أيضاً فى المدينة، كان السائق شاباً أسمر يحمل جنسية إحدى دول أفريقيا، سألنى عما إذا كنت أفضل طريق الكورنيش، أم الطريق العادى الذى يسلكه المتجه إلى الفندق فى العادة، وحين استفسرته، قال إن الوقت وقت ذروة فى المرور، وإن طريق الكورنيش ربما يكون أخف حركة وأسرع!

سرحت منه، وقلت فى نفسى، إننى لو كنت فى القاهرة، لأخذ السائق الطريق الأطول، ليحصل فى النهاية على أجرة أعلى، بصرف النظر عما إذا كان الطريق الذى اختاره للزبون، دون أن يسأله طبعاً، هو الأسرع فى الوصول للهدف أم الأبطأ!

حين وصلت، كان العداد أمامى قد سجل 21 درهماً ونصف الدرهم، وكانت صورة السائق على العداد، وكان اسمه كذلك، فأعطيته 25 درهماً، ليرد لى ثلاثة دراهم ونصف الدرهم، دون أن أناقشه، ولا يناقشنى، ودون أن يحجب الباقى عنده، بحجة أنه لا يملك «فكة» كما يحدث كل ساعة لآلاف الزبائن فى شوارعنا!

عدت إلى القاهرة، وأخذت تاكسى من شارع جامعة الدول فى المهندسين، إلى شارع شجرة الدر فى الزمالك، وكان العداد يسجل عند الوصول ستة جنيهات ونصفاً، فأعطيت السائق عشرة جنيهات، فإذا به يقول إن هذا المشوار بـ«عشرة جنيه»، وكأن العداد أمامه غير موجود، أو كأنه لم يسجل شيئاً!

قارنت طبعاً بين الحالتين، فى أبوظبى، وفى القاهرة، ولم تكن تفصل بينهما سوى ساعات، وسألت نفسى عما سوف يقوله السائح - أى سائح - حين يكون فى مكانى، ويكتشف أن سائق التاكسى الأبيض، الذى من المفترض أنه يعمل بعداد، يبتزه علناً فى عرض الشارع، ويتجاهل العداد، ويستولى على الباقى من قيمة الأجرة، أياً كان قدره.. هل سيكون مثل هذا السائح، ممن يحبون العودة إلينا، إذا رجعوا إلى بلادهم، وهل يمكن أن يشجع غيره على أن يأتى؟!.. طبعاً أتكلم عن السائح هنا، ربما لأقول إن السياحة مسؤولية كل واحد فينا فى مكانه، قبل أن تكون مسؤولية وزير السياحة الجديد أو القديم، وإن كل من يتصرف دون مسؤولية من هذا النوع، سواء كان سائق تاكسى، أو غيره، فإن القانون الحازم لابد أن يكون فى انتظاره!

يزداد حزنك، حين تتذكر، أن أصحاب التاكسى الأبيض هؤلاء، هم أنفسهم الذين كانوا قد تظاهروا، قبل أسبوعين، ضد الشركات التى دخلت السوق، واحترمت القانون فى حركتها، ثم احترمت المواطن وهى تنقله، قبل القانون، فإذا بالحكومة تأخذ خطوة إلى الوراء، أمام الذين تظاهروا، وتقول إنها سوف تبحث أمر هذه الشركات!.. وكان الصحيح، أن تقول للمتظاهرين إن انصراف الزبون عنهم سببه سوء الخدمة فى التاكسى الأبيض، وليس أى سبب آخر، وإن الخدمة فيه لو كانت أفضل، ما هجره زبونه إلى «أوبر» أو غير «أوبر»!

ضبط الشارع هو خطوة أولى إلى ضبط كل ما عداه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاكسى فى أبوظبى تاكسى فى أبوظبى



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon