توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحت قدمينا ومن حولنا!

  مصر اليوم -

تحت قدمينا ومن حولنا

سليمان جودة

على طول الطريق من مدينة الدار البيضاء، فى المغرب، إلى العاصمة الرباط، وهو طريق يمتد لمسافة مائة كيلومتر، لم تقع عينى، وقد كنا لانزال فى أول النهار، على عمود إنارة واحد مضاء، فى هذه الساعة من اليوم!

مؤسف جداً بالطبع أن يكتب الواحد منا عن ملاحظة بديهية كهذه، ولكن ما الحل، إذا كانت أعمدة الإنارة عندنا، فى التوقيت نفسه، وفى كل يوم، تظل مضاءة إلى منتصف النهار، وإلى ما بعده، رغم أنى كتبت عن هذا مراراً، وكتب عنه غيرى بأكثر مما كتبت أنا، وكأننا، فى كل الحالات، كنا ولانزال نخاطب أنفسنا!

ولم تكن هذه هى الملاحظة الوحيدة من جانبى، على طريق الدار البيضاء - الرباط، فلقد كان الأهم أن كل عمود على الطريق كانت تعلوه لوحة توليد كهرباء من الشمس، بما يعنى أن الليل إذا جاء، فإن كل هذه الأعمدة لا تسحب تياراً من شبكة كهرباء المدينة، ولا شبكة العاصمة، وإنما تغذى نفسها مما كانت قد اختزنته خلايا اللوحة فى أثناء ساعات النهار!

التجربة موجودة عندنا، وقد رأيتها بنفسى فى طريق الكريمات، جنوب الجيزة، لولا أنها، فيما يبدو، لاتزال تجربة خجولة، ولاتزال تتلمس طريقها، رغم طاقة الشمس المتوفرة لدينا، ليس فى الصيف فقط، وإنما فى كل أيام العام!

يقول الرئيس السيسى، فى كل مناسبة، إنه سوف يضيف ثلاثة آلاف كيلومتر جديدة إلى شبكة الطرق المصرية، البالغة 24 ألف كيلومتر، وأتمنى لو ينتبه الذين بدأوا فى مد هذه المسافة إلى أن الأعمدة عليها يجب أن تعمل بطاقة الشمس وحدها، وألا تمثل إضاءتها أى عبء على شبكة الكهرباء العامة.. ثم نتمنى، فى الوقت ذاته، لو أن الجهة المعنية قد وضعت جدولاً زمنياً، منذ الآن، بحيث تكون الـ24 ألف كيلو كلها مضاءة بالشمس، خلال عام، أو عامين، أو ثلاثة.. أياً كانت الفترة المطلوبة، فالمهم أن نبدأ، وأن يكون ذلك ضمن برنامج زمنى له أول، وله آخر.

ولقد قال الرئيس، أكثر من مرة، إننا فى حاجة لـ40 مليار جنيه، حتى لا تتكرر مأساة انقطاع التيار، فى الصيف المقبل، وهو مبلغ هائل كما ترى، ولا نعرف من أين سوف تأتى به الدولة، ولكن عندى يقين بأن الحكومة يمكن أن تختصره إلى النصف، بل إلى الربع، وأكاد أقول إنها يمكن أن تستغنى عنه تماماً، لو أنها تحركت على مستويين، أولهما أن تسأل الإخوة فى المغرب عن تفاصيل تجربتهم الناجحة ليس فقط فى توليد طاقة الشمس، وإنما أيضاً فى توليد طاقة الرياح، فعندهم محطات كبيرة من هذا النوع الأخير، وفى إمكاننا أن نستفيد من التجربة، على مستوى الشمس مرة، ومستوى الرياح مرات، لو أننا مددنا بصرنا حولنا، لنرى ماذا يفعل العالم من حولنا، وما الذى يمكن أن نأخذه عنه، وبسهولة.

أما الخطوة الثانية، التى على حكومتنا أن تقطعها، فهى العمل بجد على تحقيق ما كان الدكتور شاكر، وزير الكهرباء، قد قال به، وهو أن إطفاء لمبة واحدة فى كل بيت.. لمبة واحدة.. كفيل بحل مشكلتنا مع الكهرباء!

الحلول تحت أقدامنا، ثم حولنا، ولا تحتاج لأكثر من إرادة، ولا لأكثر من جدية، وعندها سوف لا تؤرق الأربعون ملياراً رئيس الدولة فى منامه، وفى يقظته، كما يبدو منه، فى أكثر من مناسبة، تحدث فيها عن الموضوع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحت قدمينا ومن حولنا تحت قدمينا ومن حولنا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon