توقيت القاهرة المحلي 08:15:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغييب وزير عن قصد!

  مصر اليوم -

تغييب وزير عن قصد

سليمان جودة

يتساءل الناس فى حيرة: لماذا لم يرافق هشام زعزوع، وزير السياحة، الرئيس، فى زيارته إلى الصين؟!.. أتساءل هنا، لأن الواضح أنه غاب عن قصد كما سوف نرى حالاً!

 

 

ثم إن هناك سؤالاً أهم، وهو: لماذا تم رفع اسم الوزير من قائمة الوزراء المرافقين للرئيس، فى اللحظات الأخيرة؟!.. وأتساءل هنا أيضاً، لأن رفع الاسم كان حديثاً لا ينقطع بين كثيرين طوال أيام مضت!

 

 

وإلى جانب السؤالين هناك أسئلة أخرى ضاغطة، وحائرة، ولا تجد جواباً، عن الشىء الذى ارتكبه الوزير، بالضبط، بما أدى إلى منعه من مرافقة رئيس الدولة فى زيارة، كانت السياحة وقضاياها على رأس جدول أعمالها فى بكين؟!.. ماذا فعل هشام زعزوع، على وجه التحديد؟!

 

 

من جانبى، تابعت لقاء الرئيس مع ممثلى أكبر شركات السياحة فى الصين، يوم الأربعاء الماضى، وتابعت أيضاً، لقاءه مع وزير السياحة الصينى، وكلامه عن مضاعفة أعداد السياحة الصينية القادمة إلى مصر، وعن إزالة العقبات من طريقها، وعن إجراءات لتنشيطها، وعن مجىء 300 ألف منهم إلينا، فى الموسم المقبل، وعن.. وعن.. ثم رحت أدقق فى الصورة التى جمعت الرئيس مع مسؤولى السياحة هناك، فلم أعثر لوزير سياحتنا على أثر، مع أن وجوده كان ضرورة، بحكم أن الموضوع موضوعه، وبحكم أن القضية قضيته، شأنه بالضبط، شأن أى وزير آخر رافق الرئيس فى الرحلة!

 

 

وفى مثل هذه الزيارات الرئاسية، فإن جدول أعمالها يتم إعداده سلفاً بالطبع، بل منذ وقت مبكر، ولا يكون فيه مجال للمصادفة، وبالتالى، فلقد كان معروفاً بكل تأكيد قبل سفر الرئيس، أنه سوف يلتقى مع رؤساء شركات السياحة الكبيرة فى الصين ومع وزير سياحتهم، وكان معروفاً بكل تأكيد أيضاً، أن الطرفين سيبحثان كذا.. وكذا فى السياحة وشؤونها، ومن البديهيات أن يكون الوزير المختص حاضراً إلى جوار الرئيس فى حالة كهذه، وأن يلازمه إلى أن ينتهى الرئيس من بحث القضية التى هى من شأن هذا الوزير المختص، دون سواه.

 

 

وقد حدث هذا، بدقة وانتظام، كالعادة طبعاً، طوال رحلة الرئيس هناك، وفى كل مرة كان رئيسنا يجلس فيها ليتكلم فى قضية مشتركة بيننا وبينهم، وكان وزيرها المختص عندنا يستقر إلى جواره، فى مواجهة وزيرها المختص عندهم.. إلا السياحة وحدها.. وقد كان وضعاً غريباً، ولافتاً للانتباه، ومثيراً لأكثر من سؤال، ولا أعرف ما الذى قاله المسؤولون الصينيون عن السياحة، عندما اكتشفوا أن نظيرهم المصرى لا وجود له فى الزيارة بأكملها، ولا إلى جوار رأس الدولة بالتالى.. لا أعرف.. ولكن الذى أعرفه أن المسألة لابد أنها قد لفتت انتباههم بقوة، ولابد أنهم قد تساءلوا بينهم وبين أنفسهم، عما إذا كان فى مصر وزير للسياحة أم لا؟!

 

 

قد يرد واحد ويقول، إن الوزير زعزوع كان مريضاً - مثلاً - وإن مرضه قد حال دون ذهابه فى الزيارة، وسوف يكون ردى على هذا، أن الوزير نفسه، كان فى اليوم ذاته، يوم بحث قضايا السياحة بيننا وبين الصين، حاضراً فى لقاء مع المهندس محلب، فى القاهرة، حول مائدة كانت تناقش مشروعاً لجذب السائح العربى إلينا!

 

 

وقد يقال فى مقام تبرير غيابه اللافت عن رحلة الصين، إن الرئاسة غير راضية عن أدائه فى وزارته بوجه عام، وإنها تنوى تغييره.. أقول: قد يقال هذا.. غير أن هذا، لو صح، لا يبرر أبداً غيابه أو بمعنى أدق تغييبه بهذه الصورة، فضلاً عن رفع اسمه قبل بدء الزيارة بساعات، ولابد، إذن، أن هناك سبباً آخر، لا نعرفه، وتعرفه الرئاسة، وهو الذى منعه من الذهاب!

 

 

الطريف جداً فى الأمر، أن الذى ناب عنه، فى الصين، كان هو وزير السياحة السابق، منير فخرى عبدالنور، فهو الذى ظهر بجوار الرئيس، أثناء لقاءات السياحة كلها!!

 

 

قولوا لنا بصراحة، وقولوا للناس الذين هم أصحاب الحق الأصيل فى الموضوع كله، ماذا فعل الوزير، وإذا كان قد فعل، فكيف يغيب عن مرافقة الرئيس فى بكين، ثم يرافق رئيس الحكومة فى القاهرة فى اليوم نفسه، فى اجتماع رسمى؟!.. ماذا فعل الرجل بالضبط؟! وإذا كان مرة أخرى قد فعل، فلماذا يظل فعله معلوماً لدى الدولة فى أعلى مستوياتها، ومحجوباً عن الرأى العام؟!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغييب وزير عن قصد تغييب وزير عن قصد



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon