سليمان جودة
يتساءل الناس فى حيرة: لماذا لم يرافق هشام زعزوع، وزير السياحة، الرئيس، فى زيارته إلى الصين؟!.. أتساءل هنا، لأن الواضح أنه غاب عن قصد كما سوف نرى حالاً!
ثم إن هناك سؤالاً أهم، وهو: لماذا تم رفع اسم الوزير من قائمة الوزراء المرافقين للرئيس، فى اللحظات الأخيرة؟!.. وأتساءل هنا أيضاً، لأن رفع الاسم كان حديثاً لا ينقطع بين كثيرين طوال أيام مضت!
وإلى جانب السؤالين هناك أسئلة أخرى ضاغطة، وحائرة، ولا تجد جواباً، عن الشىء الذى ارتكبه الوزير، بالضبط، بما أدى إلى منعه من مرافقة رئيس الدولة فى زيارة، كانت السياحة وقضاياها على رأس جدول أعمالها فى بكين؟!.. ماذا فعل هشام زعزوع، على وجه التحديد؟!
من جانبى، تابعت لقاء الرئيس مع ممثلى أكبر شركات السياحة فى الصين، يوم الأربعاء الماضى، وتابعت أيضاً، لقاءه مع وزير السياحة الصينى، وكلامه عن مضاعفة أعداد السياحة الصينية القادمة إلى مصر، وعن إزالة العقبات من طريقها، وعن إجراءات لتنشيطها، وعن مجىء 300 ألف منهم إلينا، فى الموسم المقبل، وعن.. وعن.. ثم رحت أدقق فى الصورة التى جمعت الرئيس مع مسؤولى السياحة هناك، فلم أعثر لوزير سياحتنا على أثر، مع أن وجوده كان ضرورة، بحكم أن الموضوع موضوعه، وبحكم أن القضية قضيته، شأنه بالضبط، شأن أى وزير آخر رافق الرئيس فى الرحلة!
وفى مثل هذه الزيارات الرئاسية، فإن جدول أعمالها يتم إعداده سلفاً بالطبع، بل منذ وقت مبكر، ولا يكون فيه مجال للمصادفة، وبالتالى، فلقد كان معروفاً بكل تأكيد قبل سفر الرئيس، أنه سوف يلتقى مع رؤساء شركات السياحة الكبيرة فى الصين ومع وزير سياحتهم، وكان معروفاً بكل تأكيد أيضاً، أن الطرفين سيبحثان كذا.. وكذا فى السياحة وشؤونها، ومن البديهيات أن يكون الوزير المختص حاضراً إلى جوار الرئيس فى حالة كهذه، وأن يلازمه إلى أن ينتهى الرئيس من بحث القضية التى هى من شأن هذا الوزير المختص، دون سواه.
وقد حدث هذا، بدقة وانتظام، كالعادة طبعاً، طوال رحلة الرئيس هناك، وفى كل مرة كان رئيسنا يجلس فيها ليتكلم فى قضية مشتركة بيننا وبينهم، وكان وزيرها المختص عندنا يستقر إلى جواره، فى مواجهة وزيرها المختص عندهم.. إلا السياحة وحدها.. وقد كان وضعاً غريباً، ولافتاً للانتباه، ومثيراً لأكثر من سؤال، ولا أعرف ما الذى قاله المسؤولون الصينيون عن السياحة، عندما اكتشفوا أن نظيرهم المصرى لا وجود له فى الزيارة بأكملها، ولا إلى جوار رأس الدولة بالتالى.. لا أعرف.. ولكن الذى أعرفه أن المسألة لابد أنها قد لفتت انتباههم بقوة، ولابد أنهم قد تساءلوا بينهم وبين أنفسهم، عما إذا كان فى مصر وزير للسياحة أم لا؟!
قد يرد واحد ويقول، إن الوزير زعزوع كان مريضاً - مثلاً - وإن مرضه قد حال دون ذهابه فى الزيارة، وسوف يكون ردى على هذا، أن الوزير نفسه، كان فى اليوم ذاته، يوم بحث قضايا السياحة بيننا وبين الصين، حاضراً فى لقاء مع المهندس محلب، فى القاهرة، حول مائدة كانت تناقش مشروعاً لجذب السائح العربى إلينا!
وقد يقال فى مقام تبرير غيابه اللافت عن رحلة الصين، إن الرئاسة غير راضية عن أدائه فى وزارته بوجه عام، وإنها تنوى تغييره.. أقول: قد يقال هذا.. غير أن هذا، لو صح، لا يبرر أبداً غيابه أو بمعنى أدق تغييبه بهذه الصورة، فضلاً عن رفع اسمه قبل بدء الزيارة بساعات، ولابد، إذن، أن هناك سبباً آخر، لا نعرفه، وتعرفه الرئاسة، وهو الذى منعه من الذهاب!
الطريف جداً فى الأمر، أن الذى ناب عنه، فى الصين، كان هو وزير السياحة السابق، منير فخرى عبدالنور، فهو الذى ظهر بجوار الرئيس، أثناء لقاءات السياحة كلها!!
قولوا لنا بصراحة، وقولوا للناس الذين هم أصحاب الحق الأصيل فى الموضوع كله، ماذا فعل الوزير، وإذا كان قد فعل، فكيف يغيب عن مرافقة الرئيس فى بكين، ثم يرافق رئيس الحكومة فى القاهرة فى اليوم نفسه، فى اجتماع رسمى؟!.. ماذا فعل الرجل بالضبط؟! وإذا كان مرة أخرى قد فعل، فلماذا يظل فعله معلوماً لدى الدولة فى أعلى مستوياتها، ومحجوباً عن الرأى العام؟!