توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثروة النهر والبحر!

  مصر اليوم -

ثروة النهر والبحر

سليمان جودة

الذين انتفضوا، ولايزالون، لأن الدولة أعادت جزيرتين إلى السعودية، لم يسألوا الحكومة يوماً عما فعلته، ولا عما عليها أن تفعله، بـ160 جزيرة أخرى تتناثر بامتداد النيل والبحر الأحمر!

لقد كتبت فى هذا المكان، فى 19 ديسمبر الماضى، أن الكويت قررت تحويل خمس جزر تملكها فى الخليج العربى إلى منطقة اقتصادية حرة متكاملة، ثم قررت أن يكون تحويلها بمشاركة من القطاع الخاص المحلى، والإقليمى، والدولى، وألا تتحمل المالية العامة للدولة شيئاً فى المشروع، إلا أقل القليل!

وكان الهدف من المشروع أن يجد الشباب الكويتى فرص عمل خارج القطاع العام.

وفى السعودية، أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، أن بلاده تخطط لدخل غير نفطى يصل إلى مائة مليار دولار سنوياً، خلال عشرين عاماً من هذا العام، وعندما سألوه عن مصادر مثل هذا الدخل الذى تترقبه المملكة وتمهد الطريق إليه، راح يعدد مصادره، وكانت الجزر السعودية فى البحر الأحمر من بين مصادر المائة مليار دولار!

وعندنا، فإن حى الزمالك بكامله هو جزيرة ممتدة فى النيل، وكذلك حى المنيل، ولك أن تتصور حجم الدخل الذى يمكن أن يعود علينا لو أننا أدركنا حجم الثروة العائمة فى البحر والنهر، وكيف أن لدينا منها 160 صورة من الزمالك مرة، ومن المنيل مرات، باختلاف مساحة الجزيرة طبعاً، التى قد تضيق هنا، ثم تتسع هناك!

ماذا عن عدد هذه الجزر بالضبط؟!.. وهل هى 160، كما يقال عنها فى أحيان، أم أنها 180، كما يقال عنها فى أحيان أخرى؟!.. ثم أين مواقعها بامتداد ألف كيلومتر فى النيل، ومثلها فى البحر الأحمر؟!.. وإذا كان بعضها يجرى استخدامه عسكرياً، فى البحر الأحمر خصوصاً، فماذا عن البعض الآخر؟!.. وهل لدينا تصور واضح عن الطريقة التى يمكن بها لهذه الجزر أن تدر علينا ذهباً؟!.. وما الجهة التى تتبعها؟، وإذا كانت جهات متفرقة فلماذا لا نوحدها فى جهة واحدة، ثم يطلب منها رئيس الحكومة برنامجاً زمنياً محدداً لتوظيفها، بما يجعلها تصب فى صالح اقتصاد البلد بوجه عام؟!

الكويت تحول خمس جزر بالكاد إلى منطقة اقتصادية حرة متكاملة، والسعودية تضع عدة جزر لها عند شاطئ جدة ضمن مخطط أوسع لجلب مائة مليار دولار لخزانتها العامة، ونحن لا نعرف أين هى جزر النهر والبحر، ولا كيف سوف نوظفها لإتاحة فرص عمل للباحثين عنها، ثم لتكون إضافة إلى اقتصاد بلد يفتش عن أى مورد جديد فى كل صباح، فلا يكاد يقع على شىء!

أى جزيرة من الـ160، أو الـ180، لم يهبها الله لنا لنلتقط عليها الصورة، إذا حانت مناسبة، ولا لنتركها مأوى للخارجين على القانون، فى حالات كثيرة منها، ولا حتى لنتعامل معها بالمنطق نفسه الذى نتعامل به مع الأرض فى الصحراء، التى نفضّلها صحراء، فإذا اقترب منها أحد يعمرها، طاردناه، بدلاً من أن نساعده، فنساعد بالتالى أنفسنا، قبل أن نلتمس مساعدة من آخرين!.. كفانا تبديداً لثروة النهر والبحر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروة النهر والبحر ثروة النهر والبحر



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon