توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن تدفعه مصر

  مصر اليوم -

ثمن تدفعه مصر

سليمان جودة

بعد دقائق من وقوع تفجيرات الإرهاب فى سيناء، مساء الخميس، تلقيت رسالة على الموبايل، من الدكتور بشر الخصاونة، سفير الأردن فى القاهرة، يشد فيها على أيدى المصريين جميعاً، شعباً، وقيادة، وجيشاً، ويقول إن الإخوة فى بلده يقفون معنا فى الخندق نفسه ضد الإرهاب المجرم الذى لا يعرف ديناً ولا يرعى أخلاقاً.

وقد أحسست فى رسالة السفير، رغم سطورها القليلة، بالصدق، وهو يصف إخوته فى القاهرة بأنهم عنوان الشهامة والعروبة، وأحسست كذلك، وأنا أعود لأطالع رسالته مرة بعد مرة، بأنه يألم لنا، وهو يشاطرنا، وبأنه يشعر بأن المصاب مصابه، قبل أن يكون مصاب كل مصرى حر.

من حيث التوقيت، سوف يستوقفك أن التفجير المجرم قد وقع بعد ذكرى 25 يناير بأيام، وهى ذكرى كانت قد أعادت تذكير الجماعة الإخوانية بأن المصريين قد طووا صفحتها، وأنهم قد أزاحوها ليس فقط من الحكم، وإنما من عقولهم وقلوبهم بالسواء، وأن تلك الصفحة كانت صفحة سوداء وانتهت، ولابد أن ذلك كله قد ذهب بعقل كل إخوانى، ليس للمرة الأولى، وإنما أيضاً للمرة الثانية.

ففى الذكرى الثالثة، التى حلت العام الماضى، كان قد مضى على إزاحة الإخوان ستة أشهر، وكانت تلك هى أول ذكرى تحل بعد سقوطهم المخجل، وكانوا يراهنون، لا تعرف كيف، على أن المصريين سوف يخرجون حشوداً، فى يوم الذكرى الثالثة، متعاطفين معهم، ومطالبين بعودتهم، فإذا بالعكس تماماً يحدث!

إذا بالمصريين، فى 25 يناير 2014، يخرجون ليحتفلوا بسقوط الإخوان، وإذا بالمصريين يخرجون ليحتفوا بجيشهم، وبشرطتهم، وإذا بالتعاطف الذى راهن عليه الإخوان يتحول إلى كابوس ثقيل، وإذا بهم، كجماعة إخوانية بلا عقل، وبلا ضمير، وبلا دين، تدرك أن مشكلتها قد صارت مع المصريين أنفسهم، فى عمومهم، وليس مع الجيش، ولا مع الشرطة، ولا مع الحكومة، ولا مع السلطة بالعموم!

وحين جاءت ذكرى 25 يناير، هذا العام، فإنها جددت أحزانهم، واكتئابهم، وبعثت كابوسهم من جديد، وأحسوا، عندما مر اليوم، دون شىء كبير يذكر، باستثناء بعض الأحداث المتناثرة المؤسفة، بأنهم صاروا ماضياً لا يذكره أحد، ولا يريد أحد أن يذكر ما كان فيه من قبح، ومن عنف، ومن غباء إخوانى متوارث!

يستوقفك هذا كله، وتشعر بأن الأحزان التى ألقت بها تفجيرات سيناء فى وجدان كل مصرى، محب لبلده، ومخلص لوطنه، تظل جزءاً من ثمن تدفعه مصر منذ 30 يونيو 2013، وهى راضية.. تدفعه مصر وهى راضية لأنها تدرك تماماً أن إزاحة المشروع الإخوانى المريب لم تكن لتمر دون ثمن، وأن الذين لايزالون يتعاطفون مع المشروع الإخوانى البغيض، فى المنطقة، أو خارجها، لايزال عندهم أمل!

لايزال عندهم أمل رغم أنهم يعرفون عن يقين بينهم وبين أنفسهم، أن أملاً كهذا، هو ذاته عشم إبليس فى الجنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن تدفعه مصر ثمن تدفعه مصر



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon