توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة قادمة على النيل!

  مصر اليوم -

جريمة قادمة على النيل

سليمان جودة

كنت أتخيل أن الجريمة التى جرى ارتكابها فى حق فندق ميريديان القاهرة قد توقفت عند حد إغلاقه تماماً، على يد المستثمر الذى اشتراه من الحكومة قبل سنوات، فإذا بالمعلومات المتاحة عن الموضوع تقول إن للجريمة بقية يجرى الإعداد لها حالياً، وإن البقية أخطر بكثير مما مضى من حلقات القصة كلها، منذ بدايتها!


وقد كنت أتوقع، حين تناولت موضوع إغلاق الفندق، فى هذا المكان، قبل أيام، أن تبادر الجهات المسؤولة فى الدولة إلى نشر صورة من عقد البيع، لنرى من خلاله ما إذا كان من حق المستثمر إغلاقه وتحويله إلى مأوى للحشرات والفئران، هكذا، أم أن العقد يلزمه بفتح الفندق أمام رواده طول الوقت؟!

كنت أتوقع هذا، ولكنه لم يحدث بكل أسف، وكأن إغلاق فندق فى هذا الموقع الفريد على نيل العاصمة، ولسنوات طويلة، لا يؤرق أحداً فى الدولة، ولا يهم أحداً من بين مسؤولينا الذين يعنيهم الأمر، أو كأن النيل عندنا بلا صاحب، وإلا فلو كان له صاحب حقاً ما كان هذا الصاحب قد سمح للمستثمر الذى اشترى الميريديان، ولا لغيره، بأن يشوه النهر الخالد هكذا، ولا بأن يدوس على شاطئه بقدميه هكذا، ولا بأن يمتهنه هكذا!

ومع ذلك، فإن للمأساة بقية لا يكاد العقل يتصورها، وهذه البقية هى أن المستثمر لم يشأ أن يتوقف عند حد إظلام الفندق كل هذه السنين، عن عمد كما هو واضح، ولم يشأ أن يتوقف عند حد الضرب ببنود عقد البيع عرض أكبر حائط فى البلد، وإنما سولت له نفسه، ما هو أسوأ بمراحل!

سولت له نفسه أن يتقدم قبل عدة أشهر من الآن بطلب إلى الحكومة يريد فيه ما لا تتخيله أنت.. ولا أنا!

ماذا يريد؟!.. يريد، من خلال طلب مكتوب تقدم به، أن يهدم ميريديان القاهرة فوق رؤوس سائحيه، وأن يقيم فى مكانه خمس عمارات سكنية!

هل وصلت الجرأة علينا إلى هذه الدرجة؟! وكيف امتلك الرجل من الجرأة ما يجعله يطلب هدم ميريديان القاهرة، بجلالة قدره، ليس من أجل إصلاحه، مثلاً، وإنما من أجل إقامة علب أسمنتية على المساحة ذاتها؟!

كيف نقبل على أنفسنا أن يحدث هذا، ثم نسكت عليه؟!.. وكيف نقبل على ضميرنا الوطنى أن يصل الأمر بالمستثمر، ليس فقط إلى حد إغلاق الفندق، كل هذه السنوات، وإنما إلى حد إزالته من الوجود، ومن أجل ماذا؟!.. من أجل الارتفاع بشقق سكنية فى مكانه!!.. وكأن منطقة جاردن سيتى ينقصها الزحام، فنضيف إليها زحاماً لخمس عمارات مرة واحدة!.. أو كأن البلد ليس فيه قانون يرغم المستثمر على أن يلتزم بالعقد الذى يلزمه باستغلال المبنى للغرض نفسه الذى كان قائماً فيه، قبل بيعه، وهو السياحة ولا شىء غير السياحة!..

أو كأن الهوان قد وصل بنا إلى حد أن يأتى رجل فيشترى فندقاً ساحراً من نوع الميريديان، ويغلقه، ثم يفكر، فى أثناء إغلاقه، فى هذه الفكرة الجهنمية التى أعلن عنها فى طلب مكتوب!

المحزن فعلاً أن الذين تلقوا الطلب منه لم يزعجهم ولا أدهشهم ما جاء فيه!.. ليس هذا فقط.. وإنما طلبوا وقتاً لدراسة الأمر، وطلبوا من الرجل تقديم الدراسات اللازمة!

إلى أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: أوقف هذه المهزلة!.. ويا أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: هات المستثمر ثم ضع أمامه خيارين لا ثالث لهما، إما فتح الفندق أمام رواده، وإما فسخ العقد على الفور!

يا أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: تصرف كرجل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة قادمة على النيل جريمة قادمة على النيل



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon