توقيت القاهرة المحلي 04:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جزاء جابر نصار!

  مصر اليوم -

جزاء جابر نصار

سليمان جودة

أتوقع أن يدعو الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى، إلى اجتماع عاجل للمجلس الأعلى للجامعات، يعلن فيه أمرين محددين، أولهما المساندة المطلقة للدكتور جابر نصار، فى قراره بمنع المنتقبات من إلقاء المحاضرات داخل جامعة القاهرة، وثانيهما تطبيق القرار فى كافة جامعات البلد، سواء كانت حكومية أو خاصة، ودون أى فصال!

أتوقع هذا من الدكتور أشرف، وأنتظره وأترقبه، وإذا لم يكن الوزير منتبهاً إلى أهمية خطوة كهذه، من جانبه، وسريعاً، فليس أقل من أن يلفت المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، نظر الوزير إلى ضرورة خطوة من هذا النوع، وفى هذا الاتجاه!.. والآن!

إننى لا أصدق نفسى وأنا أطالع ردود فعل عدد من رؤساء الجامعات على قرار رئيس الجامعة الأم فى القاهرة.. لا أصدق، ولا أعرف ما إذا كانوا حقاً رؤساء لجامعات فى مصر، أم أن جامعاتهم تنتمى إلى دولة شقيقة!

إن واحداً منهم، مثلاً يقول إن النقاب حرية شخصية، ولا أعرف كيف يكون المرء على رأس جامعة كبيرة وعريقة، ثم يكون هذا هو رأيه المتخاذل، أو هذه هى طريقته المحزنة فى إدارة شؤون جامعته؟!.. لا أعرف.. ولكنى أعرف أن العيب هنا، ليس على رئيس جامعة، يكون هذا هو رأيه المؤسف، وإنما العيب كله على دولة تقرأ مثل هذا التصريح، على لسانه، ثم تسكت عليه، وكأنها، والحال هكذا، تتواطأ معه، ضد طلاب جامعته كلهم، وضد أمن بلد بكامله!

والتواطؤ يعود إلى أن النقاب إذا كان حرية شخصية، فللآخرين فى الجامعة حرية شخصية أيضاً يجب كذلك أن نراعيها، ولكل طالب فى أى مدرج جامعى الحق الكامل فى أن يرى وجه السيدة التى تلقى عليه محاضرته، لا أن يظل، طول المحاضرة، يرى عينين تتحركان فى ريبة، من وراء ستار!.. أى حرية شخصية فى هذا؟!.. وأى بلد يمكن أن يسمح فى مدرجات جامعاته بمثل هذا العبث؟!

وحين قرأت عن أن الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، قد قال فى بيان صادر عن دار الإفتاء، إنه لم يحدث أن أجاز للدكتور جابر منع النقاب فى الجامعة، أحسست بالأسى والأسف، مرتين، مرة لأن المتوقع من الدكتور شوقى كان أن يقف إلى جانب الدولة التى يتولى مسؤولية الإفتاء فيها، وفى صفها، وفى صف مصلحتها العليا، لا ضدها علناً هكذا، ومرة أخرى لأن هذا هو جزاء الدكتور جابر من دار الإفتاء، التى لم يسألها أحد عن رأيها فى الموضوع، على كل حال، لا لشىء، إلا لأننا بإزاء قضية تعليمية مجردة، لا دينية، وبالتالى فلا رأى للإفتاء فيها ولا مكان!

لا الدكتور جابر، ولا أنا، ولا غيرى، ضد النقاب كنقاب فى حد ذاته، ولكننا ضده فى الأماكن العامة، وفقط، ثم إننا ضده، بوجه عام، لأن من حقنا كمواطنين، أن نعرف مَنْ هذا الذى يتخفى وراءه أمامنا، وما إذا كان رجلاً أم امرأة؟!

إننى لا ألوم المفتى، ولا رئيس الجامعة إياه «أبوحرية شخصية»، ولا غيرهما.. ولكنى ألوم الدولة، وأدعوها إلى أن تكون دولة بحق، على أرضها، وفى مؤسساتها العامة كلها.. كلها لا بعضها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزاء جابر نصار جزاء جابر نصار



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon