توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعوة لزيارة مسجد!

  مصر اليوم -

دعوة لزيارة مسجد

سليمان جودة

يوم الجمعة الماضى، تلقيت دعوة فريدة من نوعها، فى مدينة طرطوس السورية الواقعة على شاطئ البحر المتوسط، وهى فريدة من نوعها لأنها كانت لزيارة مسجد فى المدينة!

أما المدينة فهى ثالث مدينة سورية على شاطئ البحر، فيما فوق حدود لبنان الشمالية، لأن الأولى هى الإسكندون فى أقصى الشمال، وهى محتلة من الأتراك منذ زمن، ولأن الثانية هى اللاذقية، ثالثة مدن الجمهورية السورية من حيث عدد سكانها، بعد دمشق العاصمة، وبعد حلب التى تمثل العاصمة التجارية، ثم تأتى طرطوس بشهرتها البحرية المعروفة.

أما لماذا كانت الدعوة فريدة، فلأنها ليست لزيارة مسجد وفقط، فالإنسان يستطيع زيارة أى بيت من بيوت الله فى أى وقت، وإنما لأن اسم المسجد الذى جرى افتتاحه هناك، منتصف شهر شعبان الماضى، هو أول اسم من نوعه يتم إطلاقه على مسجد ليس فى سوريا وحدها، ولكن فى العالم الإسلامى كله، حسب كلام الإمام الذى يؤم المصلين فيه، والذى سمعت منه أنه أجرى بحثاً على أسماء المساجد فى عالمنا الإسلامى، فلم يجد مسجداً يحمل اسم مسجده!

الاسم هو: مسجد السيدة مريم العذراء عليها السلام.. والاسم المنقوش على الواجهة هو هكذا بالضبط، وليس مجرد «مريم» اختصاراً، وفقط، وكما فهمت، فإن مواطناً سورياً قد تبرع ببنائه ليبعث من خلاله برسالة محبة وسلام إلى 23 مليون مواطن يشكلون مجموع السكان، وليقول من خلال هذا الاسم الفريد إن الذين يريدون أن يثيروا الوقيعة والفتن بين أبناء الشعب السورى لن ينجحوا فى شىء، ولن يصل أى واحد فيهم إلى شىء فى النهاية، لأن رغبة السوريين فى العيش على أرض واحدة أقوى من كل محاولة فى هذا الاتجاه.

وهذا الكلام، ليس نظرياً، لأنى رأيت ما يؤكده بعد زيارة المسجد مرتين: مرة عندما تطلعتُ من إحدى شرفاته، فوجدت مقابر المسيحيين والمسلمين متجاورة تماماً، ولا يفصل بينها سوى ما يشبه السور القصير، حتى لا تختلط هذه بتلك، ومرة عندما شاهدت بعينى بعدها مسجداً يجاور كنيسة فى مدينة حمص، التى كانت قبل عامين مرتعاً لأهل الإرهاب!

رأيت حائط المسجد ملاصقاً لحائط الكنيسة، وإذا شئت الدقة قلت إنه حائط واحد بينهما، لا حائطان، وحين كنت داخل الكنيسة، أزورها، جاء وفد من طلاب صغار وأطفال، ينتمون إلى جمعية إسلامية، ليهنئوا الكنيسة باحتفالات كانت تنظمها!

وعندما راحت بعض الأصوات المتشددة فى طرطوس تهمس اعتراضاً على إطلاق اسم السيدة مريم عليها السلام على المسجد، فإن ما قيل لهم كان مقنعاً بما يكفى، وما قيل هو أن فى القرآن الكريم سورة كاملة باسم مريم، فهل نستكثره على مسجد.. وهل يخفى علينا معنى وجود سورة بهذا الاسم فى القرآن؟!.. إن رسالة مثل هذا المسجد أقوى من كل دعوات العنف، ومن كل صيحات الإرهاب، وأظن أن الصلاة فيه سوف يكون أجرها مضاعفاً عند الله تعالى، مرة لأن صاحبها يؤدى فريضة عليه، ومرة لأنه يجسد معنى اسم المسجد فى كل صلاة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة لزيارة مسجد دعوة لزيارة مسجد



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon