توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذنب مكتبة الإسكندرية!

  مصر اليوم -

ذنب مكتبة الإسكندرية

سليمان جودة

قرأنا فى صحف الأحد تفاصيل اجتماع الرئيس مع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وهو مجلس يضم شخصيات ذات وزن فى داخل مصر وفى خارجها، ثم قرأنا فى صحف الصباح نفسه مطالب محددة من جانب الرئيس يريد هو أن يراها متحققة عن طريق المكتبة، ونريدها نحن أيضاً معه بالقوة نفسها.

وكنت أتوقع أن نقرأ، فى صحف صباح الاثنين، كلاماً على لسان الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، عما سوف يفعله، لترى مطالب الرئيس منه النور، خلال مدى زمنى محدد، بحيث لا يأتى الاجتماع المقبل لمجلس الأمناء، بعد عام من الآن، إلا ويكون ما أشار به رأس الدولة قد صادف ترجمة حية على الأرض.. كنت أتوقع هذا، ولا أزال أتوقعه!

فالرئيس طلب، مثلاً، أن يمتد نشاط المكتبة إلى الدلتا وإلى الصعيد، حتى لا يظل راسخاً لدى المصريين أن مصر هى القاهرة وهى الإسكندرية، وفقط، وأن ماعدا ذلك من مدن، ومراكز، وقرى، بعيد عن القلب، بمثل ما هو بعيد عن العين!

وحين يطلب الرئيس شيئاً من هذا النوع، فأغلب الظن أنه مطلب عادل، لأن كثيرين جداً خارج الإسكندرية، وربما فيها نفسها، يسمعون عن المكتبة، وعن أنها كيان كبير، وعظيم، غير أنك إذا جربت أن تسأل أحدهم عما تفعله، أو عن طبيعة نشاطها، أو عما تقوم به من دور فى المجتمع فى عمومه، فإننى أشك كثيراً فى أنك سوف تحصل على إجابة شافية، ولن يكون الذنب هنا ذنب الملايين الذين لا يعرفون ماذا تفعل المكتبة، ولا ماذا تقدم للبلد، بقدر ما سوف يكون ذنبها هى فى أنها قد جاء عليها الاجتماع السنوى السادس عشر، الذى حضره الرئيس، بينما لاتزال فى حاجة إلى أن تقدم نفسها للناس، وأن تقول لهم، فى الدلتا وفى الصعيد مرة أخرى، إن هذا ما أفعله، وهذا ما أقدمه من أجلكم!

أيضاً.. قال الرئيس خلال الاجتماع، إن مؤسسة الرئاسة على وشك الإعلان عن برنامج لتأهيل وإعداد الشباب، لتولى المواقع القيادية، ثم دعا المكتبة إلى أن يكون لها نصيب فى هذا الموضوع.

وكنت أتوقع كذلك مع غيرى أن تخرج صحف اليوم التالى، أو صحف اليوم بعد التالى، وفيها كلام محدد للدكتور إسماعيل حول هذا الشأن، لأن الرئيس وهو يطلبه لم يكن يضيع وقتاً فى أى كلام والسلام، وإنما كان يعنى ما يقول، ويتوقع ربما قبلنا نحن، أن تكون استجابة المكتبة لمطلبه، الذى هو مطلب للمصريين فى عمومهم، استجابة حاضرة، وجاهزة، وسريعة ومسعفة!

إننى لمحت صورة الدكتور حسام بدراوى بين أعضاء مجلس الأمناء، الذين أخذوا صورة مع الرئيس، فى نهاية الاجتماع، وعندما يكون رجل مثله، بكل ما فى عقله من أفكار ورؤى عن التعليم، عضواً فى المجلس، ثم لا يكون للمكتبة إسهام واضح فى هذا المجال، فلابد أن هناك شيئاً ما خطأ، ولابد أننا فى حاجة سريعة جداً إلى استدراك هذا الخطأ، خصوصاً أن الرئيس قد طلب هذا صراحة، وقال إنه يتوقع أن يرى من المكتبة تركيزاً على موضوع التعليم، بشكل خاص، ثم على التعليم الفنى الذى صارت له وزارة مستقلة الآن، بشكل أخص!

باختصار.. أراد الرئيس أن يقول، ونحن معه، إن الاجتماع السنوى السابع عشر، فى مثل هذا الموعد، من العام القادم، يجب أن يأتى حين يأتى، بينما المكتبة بعده غيرها قبله بالنسبة لما طالب به على الأقل، وهو ما يتعين عليها أن تعمل فى سبيله، منذ الآن، ولابد أننا نراهن فى ذلك على الدكتور إسماعيل، عموماً، ثم على الدكتور بدراوى، خصوصاً، ونترقب أفكارهما فى هذا الطريق، فى كل ساعة قادمة، وسوف نسألهما، عند الاجتماع السابع عشر، ماذا بالضبط فعل كل منهما فيما دعا إليه رئيس الدولة، خصوصاً أن دعوة الرئيس فى مثل هذه الأحوال لا تكون مجرد دعوة عابرة، ولا هى دعوة عادية، ولكنها «تكليف» بكل معنى هذه الكلمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذنب مكتبة الإسكندرية ذنب مكتبة الإسكندرية



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon