توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من محلب تُبدد هواجسى

  مصر اليوم -

رسالة من محلب تُبدد هواجسى

سليمان جودة

اليوم.. سوف يطالع القارئ الكريم، فى صفحات «المصرى اليوم»، رداً من المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على سطور كنت قد وجهتها إليه، من هذا المكان، صباح أمس، تحت عنوان «هذا هو جسد محلب.. فأين عقله؟!».

والحق أنى لا أريد أن أعيد ما قاله الرجل فى رسالته، فسوف يطالعها القارئ بتفاصيلها فى مكانها، غير أنى أريد أن أصارح رئيس وزرائنا، بأنى كنت قلقاً للغاية، وقت أن كتبت سطورى إليه، وقبل رسالته، ثم حدث أن اطمأننت الآن، وبعد أن طالعت كلماته، كلمة، كلمة!

اطمأننت، وربما ازددت اطمئناناً، لأنى حين طرحت عليه بعض مخاوفى من أن يحرمه وجوده الدائم فى الشارع، من فرصة التفكير الهادئ، إنما كنت أنقل إليه قلق كثيرين صادفتهم فى أكثر من مكان، وفى أكثر من محفل عام، وكانوا كلهم شديدى الامتنان للمهندس محلب، على تواجده الدائم بين الناس، حيث هم، ولكن هذا كله، كان يزيد هؤلاء الكثيرين قلقاً على أن يكون عقل المهندس محلب مستغرقاً بكامله، فى الزيارات، والجولات، والمرورات التى لا تنقطع من أول نهاره لآخره!

الآن.. وبعد رسالته التى تشير إلى أنه شديد الوعى بما نبهت إليه، فإننا لا نملك إلا أن نشكره، وإلا أن نشد على يديه، وإلا أن نصارحه بأن من واجبنا تجاهه، كرئيس وزراء مسؤول، أن نضع بين يديه، ما نشعر به، وما يثير هواجسنا، وقلقنا، ليكون من حقنا عليه، أن يبدد الهواجس، وأن يقطع أسباب القلق.

إن الرجل على يقين، من أنى كنت شديد الحماس له، قبل أن يصل إلى منصبه الحالى، ولاأزال على حماسى له طبعاً، مع كثيرين غيرى، ممن يخلصون له النصح، لوجه هذا الوطن، لا لوجه أى شىء آخر أبداً، ولذلك، فلابد أنه على يقين مماثل من أن السطور التى توجهت بها إليه، صباح الأمس، فى هذا المكان، كانت من المنطلق ذاته، أقصد المنطلق الذى يريد أن يرى هذا الوطن فى أعلى سماء، ثم لا يريد، وفقط، وإنما يسعى إلى ذلك سعياً محموماً لا يعرف التباطؤ، ولا الكسل، ولا التراخى عن أى عمل.

ولعلك يا سيدى لاحظت، أنى فيما كتبت، لم أكن ضد أن تتجول، وتزور، وترى فى أنحاء البلد ما تحب، فى الوقت الذى تشاء، ولكنى كنت أريد أن ألفت النظر إلى أن هناك مسؤولين آخرين فى البلد، هم دونك من حيث حجم المسؤولية، ولابد أن كل واحد من هؤلاء لو قام بما يجب عليه أن يقوم به فى مكانه، فسوف لا تكون أنت فى حاجة إلى بذل هذا الجهد كله، وسوف تكون هناك فرصة، بل فرص أمامك، لتنعم ببعض الهدوء، تستطيع خلاله أن ترى فى هدوء أيضاً، أين أنت، وأين نحن معك، ثم إلى أين سوف يكون علينا جميعاً أن نتجه.

وبما أن رسالتكم، تكشف عن أن وراء حركتكم الدائبة «فلسفة» واضحة لديكم، فهذا مما من شأنه أن يبعث الاطمئنان فى نفوس القلقين، بقدر ما يبعث فيهم الأمل!

كنت فى سطورى، أريد فقط أن أطمئن، على أن عقلك فى مكانه الذى نريده، وأنه يعمل بكامل كفاءته، وسط هذا الصخب اليومى، فوجدته حاضراً، بل منعقداً بكامل هيئته.. فشكراً لك لأنك طمأنتنا!.. وقد كان هذا وحده هو المطلوب إثباته!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من محلب تُبدد هواجسى رسالة من محلب تُبدد هواجسى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon